في يوليو الماضي تلقيت رسالة إلكترونية يدعوني صاحبها لزيارة مدرستهم بعد الإجازة الصيفية والتعرف الى ما حققته المدرسة من انجازات، رددت عليه ووعدته خيرا ومع بداية السنة الجديدة، راسلني الشخص نفسه مجددا يذكرني بوعد «الصيف» وحدد موعد الزيارة.
أما الشخص فكان معلم مادة علم النفس وأما المدرسة فكانت مدرسة «ابن حزم» الواقعة في منطقة المنامة التابعة لإمارة عجمان، بعد مدينة الذيد على الطريق المؤدي إلى إمارتي رأس الخيمة والفجيرة، وبمجرد أن تطأ قدماك مبنى المدرسة فإنه يأخذك إلى الطفولة حين كانت مباني مدارسنا على شكل حرف (U).
ولا يتجاوز عدد فصولها ال14 فصلا، ساحات رملية تكثر بها الحصى، لا مظلات ولا ساحات لعب ولا صالة لممارسة الرياضة ولا قاعات لتناول الطعام، مبنى مدرسي قديم يعود إلى بدايات الاتحاد يبلغ من العمر اليوم 35 عاما أي انشئ بعد الاتحاد بأربع سنوات، باختصار تفتقر المدرسة إلى الكثير مما تنعم به مدارسنا اليوم بما فيه الكهرباء التي انقطعت كما كان يحدث في السبعينات وهو أمر طبيعي يحدث كل يوم بسبب عطل في المحول الرئيسي، ولا استجابة لنداءات المدرسة لإصلاحه.
ولكن دروسا كبيرة يتعلمها الزائر لهذه المدرسة الصغيرة البسيطة في كل شيء الكبيرة فيما تمكنت من تحقيقه، ومشاريع اقتصادية وتربوية شاركت فيها وتميزت على مدارس لديها وحصلت على جائزة الشيخ حمدان للأداء التعليمي المتميز حول مشروع حيوي رائع يتمثل في تخزين مياه الوضوء وإعادة تدويرها لسقي أشجار النخيل وغيرها من الأشجار المثمرة هي نتاج عمل طلابي بحت.
كما أسفرت جهود خاصة عن تزويد المدرسة بأنواع الفسائل من بلديات مسافي والذيد والفجيرة، كما حصلت المدرسة على الرغم من كل الظروف على الاعتماد الأكاديمي، لتصبح المدرسة الوحيدة التي حصلت عليه على مستوى الإمارة، وتتطلع لخوض منافسات الادارة المدرسية المتميزة في جائزة الشيخ حمدان للاداء التعليمي المتميز، ونجحت في تحويل فصول قديمة إلى غرف للمصادر ومكتبة وغيرها من المرافق التي تخدم المعلم والمتعلم.
ونظرة على مدخل المدرسة كافية ليتعرف المرء الى كم المشاركات في الفعاليات المختلفة وكم الانتصارات والانجازات التي حققها طلابها في مجالات شتى فالكؤوس والدروع تملأ المكان ولوحة كبيرة توضح كل ذلك، أكثر من ذلك يشعر الزائر بحالة التصالح مع الذات التي يعيشها من في المدرسة نتيجة الروح الطيبة التي تسود أسرتها ولدفع الطلاب والمعلمين تتصدر هذا المبنى البسيط لوحتا شرف إحداهما تضم أسماء المعلمين المتميزين والأخرى لمتميزيها من الطلبة لتتأكد في هذه المدرسة مقولة إن الإنسان هو من يصنع المكان والمتميز من يتمكن حقا من تخطي الصعاب وأن يحول التحديات اليومية إلى متعة تحقق له النجاح وتدفعه إلى المزيد يشعر في النهاية بفرحة الانجاز ونشوة الانتصار.
المقال منشور بجريدة البيان اليوم الأحد 8-10-2019م الصفحة 8
محمد حسيني المهم
معلم علم النفس- المنسق الإعلامي بالمدرسة
مدرسة ابن حزم -عجمان