[frame="13 98"]شعب خالٍ من الرصاص
بدأ عدد كبير من السائقين في غزة باستخدام زيت القلي كوقود لسياراتهم نتيجة الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) لعنها الله..وبذلك يتفرّد الفلسطينيون عن شعوب العالم بنوعية وقودهم بالاضافة الى قضيتهم.
في السابق كان البنزين عندهم ينقسم الى نوعين : إما عادي أو خالٍ من الرصاص.. الآن التصنيف اختلف فهو: إما بكولسترول أو خالٍ من الكولسترول..
المواطن العادي هناك تأقلم مع ظرفه،فلم يعد يتذمّر ، ولم يعد يتّجه إلى محطة الوقود أصلا، لأن النتيجة معروفة . لذا فور خروجه إلى عمله بدأ يتوجّه إلى أقرب سوبر ماركت ليشتري جلن زيت قلي ..وربما قد أصبح امراً طبيعياً أن ينشأ الحوار التالي بين المشتري وصاحب الدكّان: المشتري: بلاقي عندك زيت مرتّب ، خفيف، صحّي ، خالي من الكولسترول ؟ صاحب الدكان : بدّك اياه للأولاد يعني؟..فيرد المشتري :لا والله للسيارة…
***
وقد يصبح أمراً مألوفاً عند المواطن الفلسطيني عندما يستقل سيارة أجرة آخر النهار عائداً من عمله..أن يشاهد بطاطا مقشّرة ، ورأس زهره مقسّم ، وباذنجان على شكل شرائح في الكرسي الخلفي..لأن السائق ينوي في النقلة الأخيرة أن يقلي جميع ما ذكر بخزان البنزين مستغلاً نضوجها بطريق العودة..
أو أن يقوم سائق حافلة بوضع معجن فلافل على ركبة الكنترول في الصندوق السفلي للحافلة ويعطيه قالب فلافل و مصفاية زيت لتسليم الكمية المطلوبة طازجة في موقف الباصات القادم..
***
وبما أن الوقود المستخدم هو زيت القلي لا أعتقد ان هناك حاجة للذهاب الى الميكانيكي بعد اليوم.فأي تنتيعة أو صوت غريب يخرج من الماتور..ما على صاحب السيارة الاّ أن يحضر القليل من زيت السيرج ويمسحه على الماتور قبل النوم ، أو يدهن رقبة الأكزوزت بزيت زيتون..وهكذا ستخف قحّة الماتور تدريجياً بعد أن تعرق السيارة أثناء مسيرها..أما اذا كان الأمر يتعلّق بتخنيقة أو ضيق في السحب فلا بدّ من تذويب حبّة مميّع في المحرّك..
***
أقول لأهل غزّة: صمودكم هذا قد كسر خشم الحصار، ما أعظمكم وأنتم تخترعون من أي شيء كل شيء !! ما أروعكم!! فما زلتم ندّ (اسرائيل) القوي رغم أنكم ..(شعب خالٍ من الرصاص)..
أعجبني الموضوع فنقلته لكم عن السيد أحمد الزعبي[/frame]