محمد غريب الشويعر
كنت في دبي في رمضان العام الماضي القريب وكان لي لقاء مع أحد السحرة…
قلت له بين معرض كلامي : أنا لا أعرف السحر، ولم أكن بين السحرة، لكني أعلم من كلام الله جل جلاله أنكم ضعفاء، وأنكم تريدون مالا تدركون من الله سبحانه وتعالى، فلن تضروا إلا من أذن الله سبحانه وتعالى.
قال: نعم.
فقلت له: الله سبحانه وتعالى يقول: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) البقرة: ١٠٢
فقلت له: هل تذكر شيء من هذا حصل معك؟.
قال: نعم، قال: كنت في يوم من الأيام أمام الناس واستعرض، ومعي خناجر، واحد في اليمين، وواحد في اليسار، أستعرض بأن أغرس تلك الخناجر في بطني، وفي جنبي، فلا أؤذى، والناس منبهرة، ومنشدة، كيف أن هذا يستطيع أن يطعن نفسه، وما يحصل عنده شيء؟!.
قال: بينما كانت الشياطين كالدرع في صدري، فكنت أضرب، ولا أؤذى (سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) الأعراف: ١١٦
يقول: بينما كنت في نشوة الفرح بين الناس، أغرس هذه السكاكين أمام هؤلاء الضعفاء الذين قد قلّ الإيمان في صدورهم…
يقول: بينما أنا كذلك فإذا أنا بشاب في العشرين من عمره قد وضع السواك في فمه عليه سيما النبي صلى الله عليه وسلم، ثوبه، لحيته، سكينته، سمته.
يقول: دخل فرميت بصري، ومازلت أواصل، والسكاكين في طريقها إلى بطني…
إذا بذاك ينزع السواك من فمه ثم يحرك تلك الشفاه ثم قال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) البقرة: ٢٥٥
يقول: ما إن نطق بتلك الآية – إذ والله – وأنا في طريقي حتى أغرس تلك السكاكين أمام الناس، تناثرت الشياطين، فما استقرت السكاكين إلا في جنبي، وعلى أثرها (3) أشهر في المستشفى.
وآلآم، وعمليات.
يقول: فجاءني الشياطين في أول يوم، فكان مني العتاب: كيف تتركوني؟.
قالوا: والله لو رأيت يوم أن دخل ذلك الشاب، ونطق بآية الكرسي طُردنا من المدينة كلها.
لكن من الذي يذكر وأنت ممتلئ قلبك خوف منه ورجاء له ومعرفة به سبحانه وخشية قال (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) الإسراء: ٤٦
يقول: فعلى إثرها جلست أنا والشياطين نهدد، ونتوعد، ونزمجر: كيف نؤذي ذاك الشاب؟.
فكان مما قلت للشياطين: أنا لا أريد من اليوم أعمال تعملونها لي، ولا أريد سحر ما أريد في هذه الدنيا إلا هذا الشاب…
فاخذوا يتوعدنه…
فذاك شيطان يقول: والله لأخرج عينيه أمام والديه.
والثاني يقول: سوف أفجر الدماء في عروقه.
والثالث: يهدد.
والرابع: يهدد.
يقول: فطمأنوني، واستكنت، واطمأننت أنهم سينتقمون لي.
وفي كل يوم يذهبون ثم يرجعون، ويذهبون ثم يرجعون.
بشروا ما الخبر؟.
قالوا: ما قدرنا… كل يوم بهالحال.
والله، وأنا أنظر لعينيه تلمعان بالدمع، وهو يتكلم يقول: يرجعون لي كل يوم وأكلمهم كيف؟.
ويتوعدون: أبشر.
يقول: فذللت للشيطان، وفعلت أفعال لم أكن لأفعلها… كلّها أريد مدد من الشياطين حتى يؤذون ذاك الشاب الصغير…
أعرف بيته… يقول: وحتى وصل الأمر بي… حتى أخذت شيء من ملابسه… حتى أتمكن منه.
يقول: وفوجئت أن الشياطين تأتي وتقول: خلاص لن نعدك بعد اليوم… ما نقدر عليه.
(إن عبادي ليس لك عليهم سلطانٌ وكفى بربك وكيلاً) الإسراء: ٦٥
ثم طلعت من المستشفى، وقعدت (3) سنوات.
وأنا في كل يوم أرسل له شياطين، ويرجعون صفر الأيدي لا يمكنهم الله سبحانه وتعالى منه.
ما الذي كان يعمل؟.
قال: الشياطين تأتيني تقول: هذا الرجل لا يفوّت صلاته… والله قالها بلسانه.
قال: الصلاة نجاة.
قلت لنفسي: نعم والله نجاة!.
قد قالها محمد عليه الصلاة والسلام قبلك أيها الساحر قد قالها: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله).
(إنه ليس له سلطان)… شياطين الدنيا كلها ما تقدر (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)النحل: ٩٩
فسبحان الله حينما قال: الصلاة نجاه.
أخذتها من قلبه، نعم والله الصلاة نجاة.
لكن… أي صلاة التي تنجيك من السحرة والمشعوذين ومن شياطين الدنيا كلها؟.
(ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون) يونس: ٦٢ – ٦٣
نقلته لكم حرفياً من الشريط القيم (صلاتي نجاتي) للشيخ عبدالمحسن الأحمد – جزاه الله خيراً.