الشذوذ أطل علينا برأسه فما الحل ؟؟ ( ندوة )

قضية الشذوذ قضية متشعبة وعميقة
وما مبادرة شبكتنا في المشاركة في حملة شرطة دبي إلا لإدراكهم لأهمية وخطورة هذه المسألة على المجتمع عامة وعلى النشء خاصة …

لذا فإني أتقدم لكم بهذه الندوة الحوارية والتي أتمنى أن تغطي جانباً مهماً في تعرية هذه القضية ومن ثم بناء طريقة صحيحة للعلاج قبل أن يستفحل الأمر فيدمر الأخضر واليابس في ظل وجود أكثر من 216 جنسية مختلفة على أرض دولتنا

ولعل الفقرات التالية المنقولة من احدى الصحف تفي بغرض التقديم لهذه الندوة ففيها نقاط هامة يجب أن نعرج عليها :

يكاد لا يخلو أي مجتمع من مجتمعات العالم من وجود الشواذ الذين ناقضوا الطبيعة واختلفوا مع أنفسهم ومع أجسادهم، فكانوا مرفوضين ومنبوذين في المجتمعات التي لا تزال تلتزم بالمثل الدينية والقيم والتقاليد، بينما وجدت مجتمعات أخرى السبل لقبول تلك الظاهرة وعدّتها من مظاهر الحرية الشخصية حتى أصبح للشواذ علم يرفعونه في مظاهراتهم وتجمعاتهم!

ومع أن الإمارات دولة تفتح ذراعيها للقادمين من شتى أنحاء العالم فهي ليست من الدول التي ترحب بالشواذ أو تنظر إليهم بعين الرضا وقد سجلت حملة شرطة دبي التي اختتمت نهاية شهر مايو موقفا حازما من تلك الفئة التي بدأت تخرج إلى العلن وتحاول أن تنشر توجهاتها الشاذة بين الناس.إلا أننا يمكن أن تعترضنا في الأماكن العامة بعض الأصناف من هذه الفئة الذين يحتجون بأنهم من مجتمعات أخرى لا تجد بأساً في حالهم، بل وترحب بهم، وهم موجودون في الإمارات بحكم العمل.. ومن هؤلاء رايمار أليكسي وهو فلبيني يعمل في أحد محال بيع الملابس في الشارقة ولا يخفي ميوله للجنس الآخر؛ فشعره طويل ومنسدل وقد زين أذنيه بقرطين ذهبيين ويناديه زملاؤه في العمل بصيغة المؤنث.

ويتحدث عن نفسه قائلا : «كنت في طفولتي ضعيفا ومريضا، فأحاطتني كل نساء الأسرة باهتمامهن ورعايتهن وصرت أعيش في جو من التدليل النسائي فلا أذهب إلى المدرسة إلا بصحبة إحدى عماتي، وهكذا نشأت وأنا أشعر بأني أنثى ولا رغبة لي بأن أكون في عالم الرجال، وحين بلغت الحادية والعشرين أقام لي أخوتي الكبار حفلا كبيرا وجلبوا لي فتاة جميلة لتؤثر بي وتعيدني إلى عالم الرجال فرقصت أمامي عارية لكني لم أشعر بأي شيء فأيقن من حولي أني مثلي وتركوا لي اختيار حياتي.

وحين جئت إلى الإمارات التقيت هنا بأحد الشباب الذي أحاطني برعايته وحبه وقد أحببته من كل قلبي، لكنه صدمني حين شاهدته مع امرأة أخرى، فقررت تركه، وبقيت محتاجاً للحب وأشعر بالوحدة، وأنا لم أقم بإجراء عملية تحويل جنسي لأني أشعر أني خلقت بهذا الجسد ويجب أن أتقبله، على الرغم من أن اثنين من أعمامي قد أجريا تلك العملية وصارا يعيشان كأية امرأة عادية، وأنا متدين وأصلي قبل النوم وأطلب من ربي أن يغفر لي لكني لا أستطيع تغيير وضعي».

نماذج مقلقة

والغريب اننا حين نتحدث مع الناس عن هذا الموضوع يذكر الجميع أنه شاهد حالة أو اثنتين منها، ولا يرغب الناس في الخوض في تفاصيل الموضوع بسبب حساسيته في مجتمعاتنا المحافظة، مع أن بعض الشباب اشتكوا من مضايقات شاذين لهم يتبعونهم في الشوارع، فيقول عادل محمد: «صادفت موقفا غريبا حين كنت أقوم برياضتي اليومية على كورنيش أبوظبي فجاءني أحد الشباب الذي يبدو مائعا أكثر مما يجب وسألني عن الوقت فأجبته وبدأ حديثه معي عن عضلاتي وجسدي وقد بدأت أشك به فتحدثت معه بحزم وحاولت تركه لكنه صار يتبعني في كل مكان ويستجدي رفقتي فهددته بالاتصال بالشرطة وتركني حينها وعدت إلى بيتي وأنا مصدوم من الموقف».

ويروي عبد المجيد ابراهيم موقفا مماثلا حصل معه في شارع المرقبات، إذ يقول: كنت ذاهبا للعشاء وحدي في أحد المطاعم وكوني عازباً ولا أجيد الطهو فأنا أذهب يوميا إلى المكان نفسه، وحين انتهيت من طعامي وخرجت إلى مواقف السيارات، فاجأني رجل بملابس أنيقة قائلا لقد أعجبتني جداً وكنت أراقبك منذ عدة أيام فاطلب كم تريد لتكون رفيقي.

وقد أدهشني الموقف وأنا أحاول أن أستوعبه، فأجبته أني لست ممن يستجيبون لطلبه، فصار يتكلم وكأنه امرأة عاشقة ويبكي ويقف بيني وبين باب سيارتي حتى شعرت أن هذا الموقف لن ينتهي، فاتخذت موقفا أكثر حزما وبدأت أطلب الشرطة فما كان منه إلا أن هرب وهو يقول لقد جرحت مشاعري وبصراحة كان موقفا لا أحسد عليه فقد شعرت بالتقزز والحرج الشديد من الأمر.

لكن الأمر يبدو أكثر وضوحا على شبكة الانترنت حيث نجد عددا كبيرا من المواقع والمدونات باللغة العربية تتحدث عن تلك الظاهرة وتدافع عنها، الذين يطلقون اسم المثلية على حالتهم، ففي مدونة أحد الشواذ يتحدث عن تقبله لحالته فيقول: «تقبل المثلية بالنسبة لي يمر بعدة مراحل؛ المرحلة الأولى تكون مرحلة الشعور بالاختلاف عن الآخرين والوحدة ونكران الشخص الهائج داخلك الذي يريد التغيير والظهور.

أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التعرف على المثليين ومعرفة انك لست وحيدا في هذا العالم هنا يكبر جانب الفضول لدينا وتكثر الأسئلة حول المثلية وأهم نتائج هذه المرحلة التأرجح بين الحالتين فمن جانب هي بداية مرحلة دخول أبواب المثلية مع وجود الوازع الديني الذي يكبحك ويجعلك تتوب، المأساة هنا هي عدم إحكام النفس.

حيث تزداد التجارب وتزداد الأخطاء وتزداد التوبة وصولا للمرحلة الثالثة حيث تقبلك لمثليتك، فيزداد النضوج الفكري وتقل التجارب نوعا ما للبحث عما تحتاج من عاطفة وعلاقة حب لكن هنا يبدأ الجانب الديني بالاختفاء قليلا ويقل الشعور بالذنب وبالتالي تقل التوبة وبالفعل في هذه المرحلة اشعر بالابتعاد عن روحي وحياتي إرضاء لمثليتي..

وفي مداخلة لصديق مثلي تحدثت معه في الموضوع سألني سؤال وهو هل تشعر بفقدان البركة من حياتك وعدم التوفيق في مواقف من حياتك؟ بالنسبة لي كان الجواب نعم اشعر بفقدان البركة وقلة التوفيق وعدم الرضا لأن جزئي المثلي اصبح المسيطر».

وفي موقع آخر يتحدث شاب عن نفسه قائلا: «أنا عربي وعمري 20 سنة وأنا مثلي، وقمت ببناء هذا الموقع لأخبر العالم بأننا هنا، وأننا موجودون وأن أنكرتم وجودنا ».

وقد راسلناه عبر البريد الإلكتروني ليتحدث عن حالته فرد برسالة يقول فيها: «ترددت كثيرا في الرد على بريدك لعدة أسباب منها ما الفائدة المرجوة لإجابتك؟ هل ستتغير نظرة المجتمع؟ وإن تغيرت هل ستبنى جمعيات لحقوق المثليين في العالم العربي؟

العالم العربي مازال يعاني من نقص في ابسط حقوق الإنسان مثل حقوق المرأة فما بالك بالمثليين، وصلت لي عدة دعوات لمواضيع صحفية ولم أرد عليها، والسبب الوحيد لإجابتي هنا هو صدقك وذكرك أن موضوعك الصحفي سيحتوي عدة آراء، شكرا واعتذر عن عدم المشاركة».

تحرش في الجامعة

ويبدو أن موضوع الشذوذ ليس وقفا على الرجال حيث تعاني بعض المجتمعات النسائية من ظاهرة تشبه النساء بالرجال سواء في المظهر أو الأفعال حيث يطلق على هذا النوع من الفتيات «البويات».

وهي كما يبدو موجودة في بعض كليات البنات كما تشير إليها وجدان عبدالله بوشهاب نائبة رئيسة اتحاد الطالبات في الشارقة ومسؤولة شؤون الطالبات في الاتحاد الوطني لطلبة الإمارات حيث تقول: للأسف لا يمكن إنكار وجود مثل هذا النوع من الفتيات المتشبهات بالرجال في أروقة الجامعات، وهناك مظاهر تدل على الفتيات سواء في تقليد مشية الرجل وحركاته.

وكذلك قصات الشعر وارتداء الأزياء الرجالية بما فيها بنطلونات الجينز والأحزمة العريضة وغيرها من الأشياء التي تدل على أن الفتاة تحاول تقديم نفسها بمظهر الرجل، وكون الطالبات الجامعيات وخاصة في جامعة الشارقة ملتزمات بالزي الوطني يكون ظهور مثل هذا النوع من الفتيات واضحا.

وحين كنت في السنة الأولى في الجامعة كانت هناك طاولة واحدة في كافتيريا الجامعة تضم هذا النوع من الفتيات مع صديقاتهن، لكن عدد الطاولات قد زاد مع مرور الوقت، وكانت تأتينا شكاوى من طالبات تعرضن لمضايقات من البويات، ونحن نحول هذه الشكاوى إلى أمن الجامعة حيث توجد شرطة نسائية داخل الجامعة لرصد المخالفات والظواهر غير الصحيحة، وكان لها دور كبير في ردع الفتيات من هذا النوع حيث تكون العقوبة بالغرامة وقد تصل إلى الفصل أحيانا.

لكن المحاسبة لا تظهر إلا عند وجود تصرفات غير لائقة ولا تحاسب الفتاة على مظهرها، لذا نحاول في اتحاد الطلبة المساهمة في وضع نظام يحاسب الطالبة على مظهرها المتشبه بالرجال، وقد قمنا بمحاولات فردية لإرشاد مثل هذا النوع من الفتيات وقد تحدثت مع إحداهن وأخبرتها عن موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من المتشبهات بالرجال حتى بكت وقد بدأت بالتغير بالفعل.

وقدمنا في الجامعة مسرحية تتضمن عرضا للأزياء في الجامعة قدمنا فيها نموذج هذا النوع من الفتيات وناقشنا قضيتها في المسرحية ولاحظنا أنها أثرت بالفتيات بشكل واضح، والمشاكل من هذا النوع تعالج بشكل صارم في جامعة الشارقة، لكننا نرى الإهمال لها في جامعات أخرى حيث يكون عمداء تلك الجامعات وإداريوها من الأجانب الذي لا ينتمون إلى ديننا وأعرافنا الاجتماعية، والسؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه لا يكون حول ما إذا كانت الظاهرة موجودة بكثرة أم حالات قليلة وإنما لماذا تكون موجودة أصلا في مجتمعنا؟!.

قوانين صارمة بجامعة زايد لردع الطالبات المتشبهات

أكدت ريم عبد الله مصطفوي رئيسة مجلس طالبات جامعة زايد وجود قوانين رادعة تدعو للالتزام بالزي المناسب ومنع ظاهرة المتشبهات وقالت: خلال اجتماع مجلس الطالبات مع اتحاد طلبة الإمارات عرفنا من زميلاتنا أن جامعة الشارقة قد وضعت لوائح وقوانين عن الممنوعات في أزياء الطالبات داخل الحرم الجامعي .

وقد رأينا أن تلك اللوائح تسهم في منع ظاهرة تشبه الفتيات بالرجال لذا نحن بصدد تقديم طلب لإدارة الجامعة لوضع مثل تلك القوانين، وفي الواقع ان ظاهرة «البويات» قليلة جدا وتعد على الأصابع في الجامعة لكننا لاحظنا أنهن يتكاثرن في المناسبات.

حيث تحضر كل واحدة من هؤلاء الفتيات مجموعة من صديقاتها وقد تم منع مثل هذا النوع من الزيارات غير المبررة، وأعتقد أن ظاهرة الفتيات «البويات» لا تتعدى موضوع التشبه بمظهر الرجال كنوع من تمردهن، ولا تعني أنهن غير طبيعيات أو لديهن مآرب وأغراض أخرى.

أتمنى أن تكون مشاركتكم فعالة ومستفيضة وأن تعيد الكرّة في كل مرة حتى تحقق الندوة أهدافها ، وبلاشك أنكم مررتم بمواقف وقضايا في محيطكم قد تفيد إضافتها هنا في تنوير المجتمع

تحياتي وتقديري

أختكم بدور الشحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.