عودة أولياء الأمور إلى المدرسة
أثارت الفكرة التي طرحها الأستاذ جدل حول دعوة أولياء الأمور للاطلاع على التجارب العلمية التي يقوم بها أبناؤهم، إعجاب مدير المدرسة، الذي طور بدوره الفكرة قائلاً: ليس هذا فحسب فعلينا دعوة أولياء الأمور للاطلاع على الأعمال التي ينجزها أبناؤهم والتي تظهر مواهبهم الرياضية والفنية الأخرى.
وسط صفاء العقل وطرح الأفكار كان لا بد للأستاذ ساخن أن يدلي بدلوه هو الآخر في صندوق الاقتراحات مطالباً بدعوة قيادات وزارة التربية لحضور جانب من الأنشطة التي يقوم بها الطلبة، ودعوتهم إلى حضور يوم (الطالب المعلم) الذي يقوم فيه الطالب بدور معلمه في شرح المادة الدراسية لزملائه.
كانت الأجواء مريحة مع خروج هذه الأفكار التي قرر مدير المدرسة إدخالها حيز التنفيذ، ودعوة أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية في المدرسة إلى اجتماع عاجل لمناقشة سبل تطبيقها إقرارا من جانبه بمبدأ أسسه منذ فترة يعتمد على العمل بروح الفريق الواحد.
بينما كان الصمت يخيم على حضور الاجتماع قفز الأستاذ جدل من مقعده متسائلاً: ماذا لو لم يجب أولياء الأمور دعوة المدرسة؟ وتبعه الأستاذ ساخن الذي قال: لقد تعود أولياء الأمور على أن دعوتهم للمدرسة لها سببان لا ثالث لهما، وهما وجود مشكلة للابن، أو طلبهم للمساهمة المادية في أنشطة المدرسة، وعليه لن يصدقنا أحد منهم أن هناك تحولاً في المدرسة وأسباباً أخرى لدعوتهم إليها.
من جانبه تساءل المدير: ولماذا دعوتكم للاجتماع؟ نحن هنا للتفكير في الطريقة المثلى لإقناع أولياء الأمور للحضور إلى المدرسة، وليس هذا فحسب، فعلينا أن نفكر في طريقة لإشراكهم في الأنشطة المدرسية لتفعيل دورهم، وتوثيق علاقتنا بهم.
واستكمل المدير: لا شك أننا أخطأنا كثيراً عندما حملنا البيت أعباء الصرف على بعض الأنشطة المدرسية، وعندما تواصلنا مع أولياء الأمور بلهجة غير مريحة، ونحن نعترف بذلك كإدارة، لكننا الآن نحاول تعديل كل هذه الأمور، وعلى أولياء الأمور أن يتفهموا التغيير الذي طرأ على فكر المدرسة وفلسفتها لكن كيف يكون ذلك؟