جّرحُ الطفولة..

جّرحُ الطفولة..

لقد أثيرت قريحتي لأكتب ما في خاطري بعد أن كثرت الأخبارُ في هذه الأيام عن تخلى أمهات وآباء عن أبنائهم في قارعة الطريق أوفي المستشفيات أو بالقرب من أبواب منازل أهل الخير بكل تجرد من معاني الرحمة ، وبقسوة قلب لم نشهد لها مثيلا ، والمصيبة أنهم أطفال تتراوح أعمارهم بين السنة لتصل إلي الثلاث سنوات.. قمة الطفولة والبراءة .
كيف لم ينفطر قلبك ِ أيتها الأم و أنت تتخلين عن الأمانة التي أأتمنك الله عليها .. كيف خنت هذه الأمانة وبكل سهولة .. وأنت التي حملتي به ..وخضت ِآلام الولادة لتشعري بأهمية المولود القادم ..وحملتيه بين يديكِ .. التصقت رائحتهُ الزكية بأنفكِ وأنفاسك ِ، وتغلغلت في جوارحك ِ، وأرضعتة من حليب صدرك ِ( حليباً ستجرعهُ الأيام مرارتهُ بدل حلاوته )..وأنت السبب ..مهما تخلى الأب عن مسؤولياتهِ وابتعد لمشاكل عصفت بصفو الحياة بينكما ، وترككما في ضيق وشظف من العيش .. فلا يكون انتقامكِ منه بطفلك .. الذي كما هو متعارف عليه فلذة كبدك ..ألم تحسبي للأيام حساباً ..ألم يتبادر لذهنك كيف سيكون غضب الله وانتقامه لفعلكما ….
روى البخاري في صحيحة إن رسول الله عليه الصلاة و السلام قال ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، الأمير راع ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )
تربية الأبناء مسؤولية عظيمة و ثقيلة على الوالدين , وهي أمانة في أعناقهم سيسألون عنها يوم القيامة .
قال تعالى : ((وقفوهم إنهم مسؤولون )) مسؤولون عن أعمالكم ، وستحاسبون عليها فلا مفر ولا منجى من عقاب الله ..
أبكي لجّرح الطفولة ..وينزفُ قلبي لتخيُلي نظرة طفل تحملُ علامات الاستفهام وعدم الإدراك لما يحصل له.. وأصاب ُبالغبنِ لبكائه الذي يحمل في معناه التيه والضياع وعدم تقبل واقعة الذي تقرر دون إرادة منه أو دون أخذ مشورته ..ولا حول له أو قوة ليعلن عن اعتراضه ورفضه..
لقد ضيعتم أيها الآباء الأمانة.. والذي اخترتم حملها عن تراض ٍ بينكم ببداية زواجكما وارتباطكما.. لترموها كالقمامة بعد الانفصال …

فاتقوا الله اتقوا الله في أطفالكم..

وكفاية طفولة ضائعة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.