من نافذة الأمل و العطاء …
أن يحقق الشخص انجازات عالمية فهو إنسان متميز يملك من القدرات
الشيء الكثير وأن يتكرر هذا الانجاز فهو شخص طموح متميز،
وأن يكون الإنسان سببا في نجاحات الآخرين فهو رجل خارق للعادة،
وأن يحلم بما هو أكثر ليرفع علم بلاده في المحافل الدولية فهو مواطن بدرجة امتياز،
وأن يواجه كل المعوقات ويحولها إلى دوافع للنجاح فهو إنسان غير عادي.
هذا هو البطل الإماراتي والعربي والدولي والعالمي ((عبد الله العرياني))
الحاصل على تسع ميداليات ذهبية في الرماية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف
والذي يطمح إلى تحطيم الأرقام القياسية في اولمبياد بكين 2024
الذي يشارك فيه نخبة من رماة العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ما جعل العرياني وزملاءه أبطالاً بكل المقاييس ما حققوه من انجازات رياضية
استطاعوا تحقيقها وهم على كراسي متحركة لازمتهم منذ سنوات طويلة
عندما تعرض لحوادث سير أفقدتهم الحركة. ويتحدث العرياني
حول إعاقته وكيف استطاع أن يحول الإعاقة إلى حافز لحصد الميداليات الذهبية
واستكمال مشواره الرياضي الذي بدأه قبل تعرضه للإعاقة
إثر حادث سير آلم به منذ عدة سنوات.
ويقول أنا لست معاقاً لأنني جزء من هذا المجتمع والوطن الغالي
الذي ينتظر مننا الكثير لنقدمه له بعد نلنا منه الكثير،
ونملك الكثير من الإمكانيات التي تؤهلنا للقيام بدور فاعل ومحوري
في جوانب عدة وهذا ما أتمنى أن يؤمن به كل شاب شأت الأقدار
أن يتعرض لحادث يقعده على الكرسي المتحرك الذي يمكن أن يكون
عامل مساعد ودافع حقيقي للانجاز واثبات الذات.
ويتحدث العرياني حول انجازاته في مشوار حصد الميداليات الذهبية
قائلا:
حققت تسع ميداليات ذهبية في بطولات عدة على مستوى العالم
بعد أن سجلت اسمي كأول لاعب عربي في اتحاد الرماة المعاقين
وشاركت في أول بطولة جمعت نخبة من أبطال العالم شاركت
فيها بإمكانيات فردية بسيطة وبمعلومات بسيطة عن قوانين الرياضة
كونها خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ولم يتبادر إلى ذهني أن تكون هناك
بطولة للمعاقين خصوصا وان اتحاد المعاقين لم يدرج هذه الرياضة
ضمن الرياضات المدرجة، أضف إلى ذلك عدم وجود أندية محلية لهذه الرياضة.
وبعد التجهيز لأول مشاركة في بطولة أسياد ماليزيا الخاصة بالمعاقين عام 2024
حققت المركز الأول بعد أن حققت رقما قياسيا كان 600 من 600 نقطة
وأصبحت أول لاعب عربي يشارك ويحقق البطولة من أول مشاركة
ضمت العديد من الأسماء وأصحاب الخبرات السابقة.
ويضيف العرياني:
قبل الإعاقة كنت بطل العرب وبعد الإعاقة أصبحت بطلا دوليا،
ومعنى ذلك أن الإعاقة لم تحدني عن تحقيق انجازات حقيقية،
بل زادت من انفتاحي على الآخرين سواء في محيط أسرتي أو المجتمع،
وهذا ما أتمنى أن يبادر إليه كل أخواني من ذوي الاحتياجات الخاصة
الذين لا ينقصهم سوى الإرادة والعزيمة لتحقيق انجازات كبيرة في نواحي.
يتبع ………