تخطى إلى المحتوى

السلف ومحاسبة النفس,,!!

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلف ومحاسبة النفس
القسم العلمي بدار الوطن25 ذو الحجة, 1445

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد:
فمن فضائل السلف: كثرة محاسبتهم لأنفسهم، ويقظتهم التامة حيال ما يقع من خلل وهفوات، واستدراك ذلك كله بالندم والاستغفار والتوبة، ومن الأخبار الواردة عنهم في محاسبة النفس ولومها:
مقت النفس:
قال أبو بكر رضي الله عنه: "من مقت نفسه في ذات الله، آمنه الله مقته" (مواعظ الصحابة ص95).
حاسبوا أنفسكم:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]" (الحلية1/52).
أكرهوا أنفسكم:
قال ابن الملوك: "إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تؤاتيهم على الخير عفواً، وإن أنفسنا لا تكاد تؤاتينا إلا على كرهٍ، فينبغي لنا أن نكرهها" (محاسبة النفس 143).
صفة المؤمن:
عن الحسن في قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2].
قال: "لاتلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه، ماذا أردت بكلمتـي؟، ماذا أردت بـأكلتـي؟، ماذا أردت بشربتي؟… والعاجز يمضي قدماً لا يحاسب نفسه" (محاسبة النفس ص32).
لا تسيء إلى نفسك:
عن سفيان بن عيينة قال: "كان الرجل من السلف يلقى الأخ من إخوانه فيقول: يا هذا، إن استطعت أن تسيء إلى من تحب فافعل".
فقال له رجل: "وهل يسيء الإنسان إلى من يحب؟".
قال: نعم، نفسك أعز الأنفس عليك، فإن عصيت الله فقد أسأت إليها" (حفظ العمر ص68).
حوار مع النفس:
قال إبراهيم التيمي: "مثّلت نفسي في الجنة آكل ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟، قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحاً، فقلت: فأنت في الأمنية فاعملي" (محاسبة النفس ص34).
ألست صاحبة كذا؟
قال مالك بن دينار: "رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟، ثم زمَّها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله، فكان لها قائداً" (محاسبة النفس ص34).
صفة المتقي:
قال ميمون بن مهران: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمِن حلال ذلك أم حرام" (الحلية 4/89).
عفوك اللهم:
قال خويل بن محمد: "كأن خويلاً قد وُقف للحساب فقيل له: يا خويل بن محمد، قد عمّرناك ستين سنة فما صنعت فيها؟"، فجمعت نوم ستين سنة مع قائلة النهار، وإذا قطعة من عمري نوم، وجمعت ساعات أكلي فإذا قطعة من عمري قد ذهبت في الأكل، ثم جمعت ساعات وضوئي، فإذا قطعة من عمري قد ذهبت فيها، ثم نظرت في صلاتي، فإذا صلاة منقوصة وصومٌ منخرق، فما هو إلا عفو الله أو الهلكة" (صفة الصفوة 3/348).
اترك ما لا يعنيك:
مرَّ حسان بن أبي سنان بغرفة، فقال: "متى بنيت هذه؟ ثم أقبل على نفسه فقال: تسألين عما لا يعنيك؟ لأعاقبنك بصوم سنة فصامها" (الحلية 3/39).
عمر يحاسب نفسه:
قال أنس بن مالك: "دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حائطاً فسمعته يقول- وبيني وبينه جدار-: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ! والله لتتقينَّ الله يا ابن الخطاب أو ليعذبنّك" (محاسبة النفس ص31).
شهيد المحاسبة:
كان توبة بن الصمة محاسباً لنفسه، فحسب فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: "يا ويلتي! ألقى المليك بأحدٍ وعشرين ألف ذنب كيف؟ وفي كل يوم عشرة آلاف ذنب ثم خرَّ مغشيًّا عليه فإذا هو ميت" (حفظ العمر ص69).
أفضل الأعمال:
قال عمر بن عبد العزيز: "أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس" (محاسبة النفس ص82).
زاد العقلاء:
عن وهب بن منبه قال: "مكتوب في حكمه آل داود حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحلّ ويحمد، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات، وإجماماً للقلوب" (محاسبة النفس ص36).
أخي…
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها *** لنفسي في نفسي عن الناس شاغلُ

منقول

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.