الدنيا علي جناح بطه

الدنيا علي جناح بطه
لاحت شمس فجر العاشر من رمضان السادس من اكتوبر من عام 73 وكان الرائد ايمن الصاوي لم ينم في تلك الليله فقد شعر بانه يشم رائحه الجنه وان اليوم هو الموعد للقاء الله ودوما تمني الشهاده وكان المشهد في سيناء ارض الانبياء ومهد الحضارات ولم تمضي ساعات حتي بدات الحرب في الثانيه ظهرا بين مصر واليهود وبعد ساعات استشهد البطل ايمن الصاوي في معركه شرسه بسلاح المشاه وكانت كتيبته اول كتيبه تقدمت لخوط العدو واخترقت صدره عشر طلقات بعد ان دمر خط بارليف هو وزملائه ومات وترك طفله الوحيد محمود ثلاثه اشهر.
بعد مرور عشرين عام تخرج محمود من كليه الاداب قسم فلسفه وتقدم للبحث عن وظيفه فلم يجد وكان محمود علي خلاف والده الشهيد كان سريع الغضب سريع الانفعال ساخط دائما وغير راضي علي الاوضاع ومتمرد وقد تحولت مصر في تلك الاثناء الي مجتمع اخر وشكل جديد فاصبحت منقسمه الي مجتمع راسمالي منطلق ومجتمع فقير ضعيف لاحول له ولا قوه وانقلبت الموازين وانعدمت الطبقه المتوسطه ولمع نجم لاعيبه الكوره والفنانين وعلا نجم الراقصات واصبحوا نجوم المجتمع واصحاب المال.
امااصحاب النفوذ والسلطه فقد تحولوا في عشرين سنه الي رجال اعمال وسياسين .
مضت الايام سريعه ودهم قطار الانفتاح والديمقراطيه الحياه في مصرولحق القطار من لحق ومن فاته تمرغ في الفقر والجوع والغربه في وطنه وكان محمود ممن فاتهم قطار الانفتاح.
وماتت ام محمود بعد صراع مع المرض والفقر ولم تترك له الا معاش الشهيد الذي كان يكفيه بالكاد حتي نصف الشهر.
تركت ام محمود فراغ كبير في حياته فكانت له الاب والام وملجأ للشكوي وملاذ للهم وبيت الحنان وقت المحنه والان تركته وحيدا يصارع الحياه وحده.
وانخرط محمود في عالم الكمبيوتر والانترنت واصبح يقضي ساعات طويله يراسل العالم كله بحثا عن حلم في السفر بعد ان وثق انه لاامل في الحياه في مصر ولاامل في اي اصلاح او تغيير.
ولان محمود متفوق في اللغه الانجيليزيه بدأ يراسل فتيات من كل دول العالم الي ان تعرف علي فتاه من النمسا في مثل عمره وبدأ يراسلها واستمرت العلاقه حتي اتت مع ابيها في زياره الي مصر وقام محمود معها بواجب الضيافه وزادت العلاقه بينهم وسرعان ماتحولت الي حب قوي ثم دعوه لزياره النمسا.
سافر محمود الي النمسا وهو يخطط للزواج والاقامه هناك مع ليندا التي كانت غايه في الجمال ورشيقه وايضا حاصله علي ليسانس في اللغات والترجمه الفوريه من امريكا ولكن بمجرد وصول محمود الي النمسا شعر بأن هناك امر غريب لايفهمه محمود فكلما حاول مفاتحه امر ليندا في الزواج كانت تقول له تمهل ولاتتعجل حتي تأتي وتعمل ويكون معك مال يكفي للزواج.
مضي عام ثم قالت ليندا لمحمود ان جدها يهودي الاصل وانهم جميعا اي اسرتها يسافرون اسرائيل كل عام وهنا صعق محمود وقرر فورا العوده الي مصرمهما كان الثمن وترك ليند ا.
ولكن بعد قليل فكر وقال كيف اعود لمصر وقد اعتدت علي الحياه والعمل وبدأت اكون مال في النمسا واصبح لي اقامه وسكن وليس لي في مصر اصدقاء ولاأسره وماذا افعل في مصر اعود للبطاله وقضاء سنوات امام الكمبيوتر طمعا في حلم او سراب.
عاش محمود في صراع وفكر مستمر بين الزواج من ليندا او البحث عن اخري ولكنه كان يحبها وهي التي ساعدته ووقفت بجانبه حتي اصبح له كيان وعمل بعد ان كان في مصر عاطل لاعمل له ولا مستقبل.
وبدأ يتراجع عن العوده ومضت الايام وتزوج ليندا ونسي مصر ونسي ابوه الشهيد وحينما قررت ليندا السفر الي اسرائيل ذهب معها وعرض عليه هناك الجنسيه فرفض في البدايه ولما بدأت مرحله التطبيع مع اليهود بدأ محمود يفكر في الجنسيه وانجب محمود روز وماني وعاش محمود واولاده وزوجته بين اسرائيل والنمسا.
ناصر سيد30/5/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.