إبحار في أعماق الفصحى
للعشماوي
روضُنا ما زال بالخصـبِ نَديّـاً *** بكـرةً يثمـرُ فينـا، وعَشـيَّـا
أنبتَ الفصحى لنا خيـرَ نبـات *** فنمـتْ لفظـا، وحسـاً شاعريـا
وازدهت نصـا بلاغيـا بديعـا *** يمـلأ النفـسَ شعـورا أريحيـاً
واحة يستمـح الخصـبُ ثراهـا *** خصبَهُ، يطلبُ منها النبـعُ ريَّـا
أيها السائـلُ عنَّـا فـي زمـانٍ *** ذاق فيه الناسُ بؤسـاً عَوْلميـا
من جذورِ اللغةِ الفصحى انطلقنا *** نملأ الدنيا صدى عذبـا شجيّـاً
وبهـا نتلـو كتـابَ الله غضّـا *** مثلـمـا أنـزلـهُ الله طـريَّــا
لغةٌٌ مـا سافـر الإبـداع فيهـا *** سـفـراً، إلا أعـادتـه فتـيـا
ليست البحَر، ففي البحـر غُثـاءٌ *** وهي تعطي ماءَها عذبـاً نقيَّـا
درُّها أحلى من الـدُّر وأغلـى *** فهـي لا تحمـلُ دُرّاً صدفـيَّـا
هي بحرٌ من بيـانٍ لـم يخالـط *** مـاءه ملـحٌ ولـم يحمـل عصيّـا
لغة أسفرَ عنهـا الفجـرُ وجهـا *** ساحرَ العينيـن ريَّـافَ المحيَّـا
ولدت في حضن تاريـخٍ عظيـمٍ *** خرجت منـه لنـا خلقـا سويـا