تخطى إلى المحتوى

أهل الله و خاصته ..

  • بواسطة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

الحمد لله الذي أرسل الرسل إعذارا منه وإنذارا ..
و الصلاة و السلام على من بلغ الرسالة و أدى الأمانة و نصح الأمة.. أما بعد
..

خطابي هذا ليس كأي خطاب ..
كلامي الآن ليس لأناس عاديين ..
حديثي الساعة حديث الخواص ..
و ليسوا ككـلّ الخواص ..

إنهم خواص الله ..بل أهله ..

أهل الله
هم أهل القرآن
رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله ..
خاشعين و خاشعات ….
نصبوا أقدامهم لطاعة مولاهم ..
فرضي الله بأعمالهم و عجل لهم ببشراهم ..
يتقربون إلى الحليم ..
و يتقلبون في النعيم ..
عظم الله أجرهم ..
و شرف قدرهم ..

و من عظم قدرهم و رفعة شأنهم ..
أن قال : ( يحبهم و يحبونه )
و كيف لا يحبونه ؟
و هم الذين أدمنوا ذكره ..
كيف لا يحبونه .؟!.
و هم الذين رأوا كلام الله رسائل يعملون بها في النهار..
و يتعاهدونها في الليل ..
و هم المقيمون لحروف الله ..
الوقافون عند حدود الله ..
سؤلهم و أمانيّهم وجه الله !
و كيف لا يحبهم ..
و هو سبحانه الذي يقول " إن أتاني يمشي :
" أتيته هروله " .. و ما أزكاها من هرولة ..
و هو سبحانه .. الذي وعدهم : " لنحيينه حياة طيبة "
كيف لا يحبهم ؟
و هو الذي أدنى منهم ملائكته ..
و ميزهم بخاصة معيته ..

القرآن …
قرة عيون الموحدين ..
و لذة أرواح المحبين ..
صلة و لقاء ..
و تعبد و وفاء ..
بين العبد في الأرض و الرب في السماء ..
الطريق لرفع البلاء و إجابة الدعاء ..
و من أراد أن ينظر قدره عند ربه فلينظر ما قدر كلام ربه عنده ..

إني اناديكم لتقفوا على أبواب السماء فتهزوها ..
أرجوكم لتعينوني و أعينكم ..
ألتمس منكم أن تشدوا على يدي و أشد على أيديكم..
أقترب إليكم و تقتربون لكن ليس كأي قرب ..
قرب بكلام الله لأرى منكم و ترون مني الشهد في عصر يفيض على أهل الغربة مرّا..
لتوصوني و أوصيكم صبرا ..
لأعينكم و أعين على نفسي بكثرة السجود..
أستعطفكم لأكون معكم أتقى الناس ..
أتقى الناس..
الذين إذا سمعته يقرأ كلام الله حسبت أنه أخشى الناس
..

نعم .. لن أسمعكم و لن تسمعوني ..
و إن كنت أحب أن أسمعه من غيري …
لا، أسمعكم و لا تسمعوني… لكن يكفيني أن تحفني معكم الملائكة
و تغشاني معكم الرحمة ..
و يذكرنا الله بالثناء في الملأ الأعلى .
و الله وددت لو أني رأيت إخواني ..
لكن يكفيني أني في القيامة أعرفكم و تعرفوني .. .
يكفيني أني إذا لقيتكم في القيامة كنت معكم تحت ظل ظليل ..
و لا كرامة لمن تخلف عن القرآن ..
فأنا أرجو الكرامة ..
لي و لكم …

يا أهلي و سندي و الظهر الذي أتوكأ عليه ..

لست أرى للحياة طعما دون الجلوس معكم إلى كلام الله ..
لست أعرف للسعادة مذاقا ..
و لا أجد للأيام حلاوة ..
بلا كلام ربي أتعاهده معكم..
و الله لست أعدو عيني عنكم …
و كيف يكون مني هذا ؟
و الله يقول لي : "و لا تعد عيناك عنهم"
ليس لي في هذه الدنيا حاجة بعد قرآن و صحبة ..

إني أجد في قلبي أنسا و راحة ..
أني معكم و بكم و فيكم ..
أنا منكم و أنتم مني !
و أهل القرآن من رسول الله ..
صلى الله عليه و سلم ..

لذا ..

اركب معنا ..
و لا تكن من الخاسرين ..

لا عصمة لك اليوم إلا بكتاب الله !

لا تكن من المغرقين ؟
و أي غرق أقسى من الغرق بعد هجر القرآن ..

فإن كنت ذا علم فأعني و قف معي و ناصحني بقلمك و بعلمك ..
و إن كنت متعلما فأنت معلمي .. و كيف لا و أنت تتعلم القرآن ..

لا تزهد بهذا الجمع ..
فغدا في القيامة سوق الحصاد ..
كن مزارعا نجيبا .. أكن معك فلاحا و أخدم حرثك ..
كن ساقيا حريصا .. أكن البستاني الذي يعمل عندك ..

إنما الدنيا متاع ..
ليس للدنيا بقاء ..
الزاد قليل .. و العمل لن يبلغ المطلوب
!


فهلا قمتم لتموتوا على ما مات عليه رسول الله
؟

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.