من قلب غزة :
يقال اليوم هو " يوم الاستقلال " .,,
لا أدري إن كانت مجرد مزحة يستخفون بهاعقولنا ، أم هو خروج من الواقع إلى الخيــآل لمحاكاة آمال شعب ينتظر الحرية الفعلية والاستقلال الحقيقي !
عجبت كل العجب لما سمعت بخبر " يوجد غدا إجازة بسبب عيد الاستقلال " .. ضحكت هازئة أي استقلال !! حسبته يوما لرسم أحلام جميلة قريبة بإذن الله ، لكن صدمني الموقف هو فعلا يوم الاستقلال ،سبحان ربي كم من البراءة وهب شعبي ، أبكلمة قالها رئيس دولتي يوما ما ، أصبحت مستقلة ! ،
أي استقلال ذاك الذي تتحدثون عنه ، وأنا أحترق شوقا يوما بعد يوم لرؤية البقاع المقدسة وهي لا تبعد عني سوى بضعة كيلومترات ولا أستطيع أن أصلها ! أي استقلال وصوت الطائرة المروحية يعبث بطبلتي فيخدشها خدشاً ويعلن وجود الغربان ينغصون جمال جو غزة الماطر ! أي استقلال و وعد بلفور لا زال يفرض هيمنته منذ ما يقارب القرن ! أي استقلال ودم الشهيد لازال غضاً ، ! أي استقلال وأم الأسير تبكي علقماً لبعد فلذة كبدها عن سماء حنانها ! أي عيد والاستيطان يختال دونما وجه حق بين البيوت الفلسطينية ، آخذاً إيّها !
أي عيد ذاك الذي تتحدثين عنه أي فلسطين الحبيبة ، لاتفتحي جرحاً مكلوما ، فالأمنيات الوردية التي أرسمها لرؤية أراضيّ حيث أجدادي في أراضي ال48 ، لازالت تتسابق في مخيلتي أيها تصل أولاً ، لا أريدها أن تقف على سراب! أريدها حقيقة يا فلسطين ، أريد أن تكتحل عيناي برؤية المقدس ، وتلذ نفسي بسجدة في رحاب أقصاها ! أريد أن أغرس زيتونا في بيارتي تلك القريبة من وادي حنين ! أريد أن أبتسم ليافا وألقي سلاماً لأجدادي هناك ، أريد أن أستلقي بجوار بحار وأنهار فلسطين كلها وأمتع ناظري بروعة النصر والحرية ،أريدك كلك يا فلسطين !
أريد نسماتك النقية لا تنغصها أصوات الدبابات والاعتقالات المتواصلة ,,أريد صوت أذان الأقصى يصدح المكان ويعلن أن راية الإسلام أقوى.. أرجوك لا تخدعيني باسم الاستقلال هذا ، ولا باعتراف دولي يبعدني عن القدس وخير كثير في ال48 ، اسقيني استقلالاً كاملاً لكل شبر من فلسطين حتى لا أظمأ بعدها !
أما السراب هذا فيزيدني أسى ، وتلك الدعوات القشرية التي تنادي بقيام دولة لاتضمن لي كلك تسلبني فرحاً وأحلاماً جميلة عودتني يا فلسطين ألا أقطعها ، فلا تحرميني إيها فبت أقتات عليها !، وآخر القول سلام لك يا فلسطين الروح فوعد الله قد اقترب !