هدوء..ملل..لا شيء مفيد..
إذا فالكتابة خير وسيلة للقضاء على الملل..
ولكن يجب أن تكون الفكرة جديدة..ومغايرة وفيها بعض من الإثارة والتشويق..
في ليلة ظلماء..لا يرى فيها سوى نور الظلم..والحقد..والأنانية. .
ليلة ليست كغيرها من اليالي..ليلة بت فيها أعاني..من ألم قاسي..لم يفارق مخيلتي..
خرجت من البيت والمرض يعلو جبيني..والحزن يمتلكني..
تجولت في أرجاء الحديقة..والخوف يعتليني..لم أحس بهذا الشعور من قبل..
فعلا شعور غريب..ولكني تعودت على تحدي الصعاب والمستحيل..
توجهت إلى مركبتي..قمت بفتح الباب..فسمعت صوتاً غريباً..وقفت..تلفت يميناً ويساراً..
وقلت : لا أحد.. لم الخوف..!!..
تشجعت ولكن الخوف مازال يدب في جسدي..فقمت بتشغيل المحرك..
وأنطلقت ولا أعلم أين مقصدي ووجهتي..وبينما أنا سارح بالتفكير في مآسي هذه الدنيا اللئيمة..
انتبهت بأنني أقود مركبتي في طريق لم أشهده من قبل..نعم..طريق غريب..وعجيب..
فالأرض ليست معبدة..والأشجار تغطي أطراف الطريق..
تلفت يميناً ويساراً..لعلي أجد مخرجاً..!!
ولكن دون جدوى..نظرت إلى الساعة وإذا بها الثانية ليلاً..
استغربت فالوقت متأخر..ولا أعلم أين أنا..
فقررت العودة..أي الرجوع للطريق المعاكس..لمسلكي..
فعلا فعلت ذلك..
وبينما أنا منهمك بالبحث عن مخرج..سمعت صوتاً غريباً..ومريباً..(خالد..خ الد)..
تعالت الصيحات..(خالد خاااااااااالد..خااااااااا الد)..
شعرت بالخوف..لا ليس خوفاً..بل..رعب..أحسست بأن قلبي سيقف عن العمل..
وبلا شعور وفجأة..توقف المحرك عن العمل..
تمنيت بأن تنشق الأرض من تحتي..وتبلعني..
ولكني تغلبت على الخوف بالخوف..فقررت النزول من المركبة..
ذهبت بسرعة فائقة..إلى المحرك..وبينما كنت أقوم برفع الغطاء..أحسست بشيء لمس كتفي من الخلف..
فقال لي لا تخف يا خالد..؟؟
تعجبت نظرت للخلف..فلم أرى سوى نوراً يشع من بعيد..
وفجأة اختفى النور المشع..فسيطر الخوف مرة أخرى على مخيلتي..
فقلت لابد من انه مقلب ما أو يقوم أحد الأشخاص بالتلاعب بي..
فتضاربت الأفكار في مخيلتي..فقمت أطرح الأسئلة و أجب عليها..
هل الجن له قدرة على فعل هذا الأمر..
بكل تأكيد لا يستطع..وهل الانس..قادر على هذه الأمور..لا لا..لا أحد يستطيع فعل هذا سوى الله سبحانه وتعالى..
فقررت المضي قدما..نحو أي مخرج..
ومازال الخوف له وجود بين أحشائي..
سيطر الحزن علي..وخوف الموت بعيدا عن أهلي وناسي..
وبينما أنا افكر بما قد يحدث لي..
فأذا بي أسمع صوت محرك المركبة..يعود للعمل من جديد..
في هذه اللحظة..فقدت الأمل..وسقطت الدمعة من عيني..
وإذا بي أهرول نحو مركبتي لعلي أستطيع الهروب..
وعند وصولي..دخلت ووضعت يدي على المقود..وإذا به يشع حرارةً..
فأزحت يدي عنه..وخرجت بسرعة من المركبة..وركضت بسرعة فائقة لكي أبتعد عن المركبة..فالحرارة مرتفعة..
وبعد عدة أمتار..حدث أمر مريب..رأيت جبلاً كبيراُ..ظهر أمامي فجأةً..فقررت بأن أتسلقه لكي أصل للقمة..وأرى مايحدث على الأرض..وأين موقعي..
وكل ما أتقدم خطوة إلى الأعلى أشعر بأنني أعود لنقطة الصفر..
لا أعلم هل هو شعور أو حقيقة..
وصل الخوف لأعلى درجاتهِ..لم أستطع الوقوف من الخوف..فقررت الجلوس..
فقدت الأمل في الحياة..فقدت حب التحدي ومحاربة المستحيل..
لا أعلم ما الذي حل بي..فعلاً انتهيت..
فقررت بكل الأمور حتى وصلت للأنتحار فقمت بالصعود إلى إحدى الأشجار..وقمت بالقفز من فوق الشجرة..
ولكن لم يصيبني شيئا..غريبة!!..
وبعد ذلك..
قمت بكتم أنفاسي..لكي أتخلص من هذه الحياة..ولكني لم أستطع..
وفجأة..وبينما أنا في تفكير مستمر عن مخرج أو حل..لهذه الأزمة..
نهضت و انا أتنافض..أتعلمون لماذا..!!..
؟؟
؟؟
؟؟
فلقد نهضت من حلمي الغريب..والذي سيطر فيه الخوف على مخيلتي..
إذن لا للمستحيل بعد اليوم..فكل ماتتجرعونه من ألام وأحزان..كلها مجرد أوهام وستموت..
فأستغفرت الله..وضحكت من كل قلبي..فلم أشعر بهذا الخوف من قبل..فصرخت بأعلى صوتي وقلت :
نعم فالأمل موجود..ولا للمتسحيل..
أعلم بأنكم أنتظرتم النهاية..ولكني أحببت أن أبعث فيكم الشك..والحيرة..لكي أصل لمبتغاي..
ألا وهو تشويق القارئ..وبث حب الحياة في نفوسكم..
لكم مني أجمل التحايا..