[grade="DC143C 000000 DC143C 000000 FF0000"]وضعت القلم والقرطاس وتأملت السطور
واشتاقت النفس للسفر عبر حقول الفكر
أحاول أن أقطف بعض من زهراته اليانعة الدانية ..
وبنات الفكر من حولي ناظرة حائرة ..
فأي سر خلف هذا الجفاء هذا الغياب هذا العتاب ..
فلا الحروف تطاوعني ولا عبارات البوح تشاطرني الحديث ..
والصمت يلفنا ..
وتحجم كلماتي تخشى انطلاقا
تخشى عبورا على خطوط الورق البيضاء المتأملة المنتظرة .,
,وهنا تذكرت تلك الرسالة القديمة
التي مازالت في صندوق أيامي وذكرياتي
حين أهدتني أخت غالية أجمل عباراتها ..
حين نسجتها لي من حروف قلبها قائلة :
إياك أن تهجري هذا القلم وهذا العالم الكبير عالم الكتابة الرحب الواسع ..
فالكتابة بحر لا يركبه إلا من غاص للبحث في أعماقه عن لآلئه ودرره ..
عالم الكتابة صيد ثمين .. والقلم رفيق لا يخون أو يهجر أو يهجو ..
دعيه دائما بين ناظريك ..
زوديه من إيمان قلبك بأن الكلمة أمانة ورسالة ..
الكلمة حكاية لا تنتهي فصولها وأبطالها رموز شامخة بشموخ مبادئنا ..
بقوة أفكارنا ..
بيقظة ضمائرنا ..
بعلو أهدافنا ..
بحثت أكثر في صندوقي الصغير ..
بحثت في رسائلها بين ثنايا حروفها عن ذلك القلم الكبير ..
الذي علمني كيف أمسك ببداية الحرف وأنطلق بخطوات واثقة ..
كيف أعبر عن ذاتي .
عن أفكاري ..
عن قيمي ..
عن نفسي ..
كيف أمثل أمتي ..
كيف أترجم المعاني التي تجول في خاطري ..
كيف أجعلها نابضة بالخير متدفقة ..
تذكرت الفجر حين كان يرافق درسنا الأول في عالم الكتابة ..
درس التأمل في الأحداث..
التأمل في أحوال الناس ..
التأمل في الذات ..
التأمل في الحياة بأسرها..
ثم الدرس الثاني كيف ترسمين من تلك اللحظات لوحة أاليقين ..
و بألوان الأفق الحاني تخطين ..
فكان الحنين الذي هز جدران القلب ..
وإليه هرولت ..
وأمسكت بأول الخيط ..
أعود إليك يا قلم ..
لأعود إلى ذلك العالم ..
عالم الدعوة الذي ارتضيت ..
الدعوة بالكتابة مهما كانت المحن ..
مهما اختلطت القيم ..
مهما شح المورد ..
فأنا سأبقى عزيزة بإيماني بقرآني بإسلامي ..
أعود إليك يا قلم .. [/grade]