( 1 )
في الليل يهدأ الكون،
ويركن الخلق،
ويتجلى الرب سبحانه وتعالى،
وينزل إلى السماء الدنيا، يغفر لمن يستغفر،
ويعطي من سأله، ويستجيب لمن دعاه.
والليل محراب العابدين،
ومثوى الساجدين، وروضة المخبتين،
يناجون ربهم بكلامه، ويسألونه من عطائه،
ويُعَفِّرون جباههم بِذُلِّ التوبة وعِزُّ العبودية لله رب العالمين،
ويَحْنون رؤوسهم لقهَّار السماوات والأرض،
وملك الملوك، دموعهم تبتل منها لحاهم،
وأيديهم ضارعة، وقلوبهم واجفة، ونفوسهم مولعة، يرجون الله ويخافونه.
وفي الليل كان الحبيب المحبوب نبي الرحمة – صلى الله عليه وسلم –
الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
يقف في خشوع وضراعة، ومناجاة ومناداة حتى تتشقق قدماه،
ويقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا