تخطى إلى المحتوى

غياب الآباء يترك آثاراً سلبية في سلوك الأبناء

  • بواسطة

غياب الآباء يترك آثاراً سلبية في سلوك الأبناء
أبوظبي – إيمان سرور:

تغيب الآباء عن منازلهم مهما كانت أسبابه يؤدي إلى مشاكل قد لا نستطيع السيطرة عليها بعد فوات الأوان، لأن ذلك الغياب له تأثير سلبي في تربية الأبناء، وقد لا يدرك الآباء خطورة تغيبهم وحقيقة أن الاستثمار الحقيقي يكون في تربية الأبناء تربية صالحة، وقد يتجاهل البعض من الآباء أن الأموال الطائلة التي يجنونها من تغيبهم قد لا تغطي عيوباً يمكن أن تنشأ بسبب غيابهم عن منازلهم بشكل دائم وإهمالهم تربية الأبناء والاهتمام بأمورهم.

“الخليج” استطلعت آراء عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس وأولياء أمور الطلبة حول الانعكاسات السلبية التي ترافق سلوكيات الأبناء جراء هذا الغياب وعدم اهتمام الآباء بهم.

تشير جيهان حسن اختصاصية اجتماعية في مركز إرشاد بتعليمية أبوظبي إلى أن الاحصائيات التي نشرت في كثير من الدراسات، جميعها تؤكد أن معظم الظواهر غير الحميدة التي ترافق سلوكيات الأبناء سببها الرئيسي عدم اهتمام الآباء بهم، حيث إن مراكز الأحداث في كثير من الدول تعج بنماذج حية تؤكد آثار ذلك الغياب إذا قورنت بالنجاحات التي تحققها الأسر الناجحة والحريصة على إعطاء الأبناء مساحة من الوقت للحوار معهم والتعرف إلى مشاكلهم ومتطلباتهم وتطلعاتهم واستغلال ذلك الوقت لنصحهم وإرشادهم.

ويقول إبراهيم عبدالحميد اختصاصي اجتماعي في مركز إرشاد إن بعضاً من الآباء لا يبذلون جهوداً كافية للتعرف إلى صفات ابنائهم وفي حالات كثيرة يكون الأب أقدر على معرفة صفات السائق أو الموظف الذي يعمل في شركته أو زميله في العمل أكثر من صفات ابنه، مستعرضاً جملة من معاناة من تعرف إليهن من الأمهات، مشيراً إلى أن احداهن قالت له إن زوجها يذهب إلى عمله مبكراً لهذا يتعذر عليه اصطحاب الأطفال إلى المدرسة، ويعود إلى المنزل متأخراً ولا وقت لديه للجلوس معهم لمتابعة التحصيل الدراسي، وتمر الأيام وحياة الأسرة على هذه الوتيرة الأمر الذي تتحمل معه المسؤولية وحدها وتواجه إشكالية تمرد الأولاد الذكور بصفة خاصة عليها بين الحين والآخر بشيء من الصبر وتداري أحزانها إلى حين الفرج من الله عز وجل، ولا تحاول مكاشفة زوجها حول معاناتها من هذه الوضعية خشية أن يشعر بأنها لا تقدر ظروف عمله رغم إدراكها أنه بإمكان زوجها أن يخصص ساعة واحدة في اليوم للجلوس مع أولاده، إلا أنه كما يبدو تعود الاعتماد عليها غير مكترث لمعاناتها مكرساً كل وقته للعمل والنوم.

وحدثته أم أخرى عن تأثيرات غياب الآباء عن بيوتهم قائلة له إن غالبية الآباء يتغيبون عن بيوتهم لارتباطهم بعمل ولهذا الغياب ما يبرره والمشكلة تكمن فيمن يدعي انشغاله تهرباً من مسؤولياته ويفضل السهر مع أصدقائه ويقدم أعذاراً ومبررات حتى وإن كذب فالغاية لديه تبرر الوسيلة ويتجاهل أنه القدوة لأولاده، مشيراً إلى أن الأم التي تعرف أن غياب زوجها مرتبط بعمل تتجلد وتصبر وتخلص في الاهتمام بمنزلها وأولادها إلا أن الواجب على الأب يستدعي منه الالتفات إلى تربية الأولاد مهما كانت مشاغله فعدم إشرافه عليهم يؤدي إلى تدهور سلوكياتهم لأن الكثير من الأمهات لا يستطعن السيطرة على الأبناء، وقد تضطر الأم إلى مهادنة بعض سلوكياتهم ناهيك عن أنها لا تستطيع الفصل بينهم في خلافاتهم ومشاجراتهم، لافتاً إلى أن بعض الأبناء لا يخافون الأم وآخرون لا يلتفتون إلى المذاكرة إلا إذا دخل الأب البيت، مؤكداً أن الكثير من المظاهر السلبية بين أوساط الشباب مردها انشغال الآباء عنهم وفي حالات كثيرة يكون مصيرهم الانحراف.

ويقول حسن بن زايد الشامسي مساعد مدير مدرسة بتعليمية أبوظبي إن بعض الآباء لا يعطون المساحة الكافية من الوقت للجلوس مع الأبناء والتعرف إلى مشكلاتهم والاستماع إليهم مباشرة لأن التربية لا تتم عن بعد وهي مسؤولية وأمانة كبيرة، مشيراً إلى أن بعض الآباء يعتقدون أن توفير الطعام والملبس وأدوات الترفيه هو التربية بعينها، مشيراً إلى أن هناك نماذج عن إهمال التربية منذ الصغر تتمثل في عدم احترام الطالب لمعلمه والطالبة لمعلمتها وكذلك عدم الاحترام للوالدين من جراء ما اكتسبه الأبناء من قيم وأخلاقيات فترة الإهمال وعدم المتابعة.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.