مؤتمر المعرفة الأول … 28-29 أكتوبر 2024
حمدان بن محمد يؤكد حرص دبي على تطوير التعليم
شهد جانباً من فعاليات المؤتمر
تغطية: جمال الدويري وائل نعيم
محمد رباح سعيد جاب الخير حسام ميرو
حضر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المجلس التنفيذي في دبي، الجلسة النقاشية الخاصة بموضوع تجويد التعليم العالي في العالم العربي والتي عقدت أعمالها أمس ضمن فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر المعرفة التي نظمته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي على مدار يومين.
واستعرض سموه في مداخلة له مراحل تعلمه في المدارس والجامعات وصولا الى اعلى مستوى من التعليم، مشيرا الى ان مدرسته الكبرى في الحياة والتعلم كان والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
واكد سموه ان للاهل بالغ الاثر في صقل مهارات ابنائهم ومواهبهم مشبها الابن بالسيف الذي يجب ان يسن بشكل جيد من قبل الاهل والمدارس والجامعات حتى يكون قادرا على التعلم والتميز.
وأبدى سموه اهتماما بالمحاورات التي استهدفت الوقوف على أفضل السبل التي يمكن من خلالها الارتقاء بمخرجات التعليم العالي في المنطقة العربية، وتحدث من خلالها اثنان من خبراء العمل المعرفي في المنطقة وهما الدكتور عصام النقيب المنسق الإقليمي لمشروع التعليم العالي بالمكتب الإقليمي العربي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والثانية للدكتور عدنان الأمين أستاذ العلوم التربوية في الجامعة اللبنانية.
ويأتي ذلك في سياق الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه بموضوع التعليم في الوقت الذي تعمل فيه دبي جاهدة وعلى محاور متعددة للنهوض بالتعليم في كل مراحله بما في ذلك التعليم العالي، حيث تحرص إمارة دبي على استقطاب أفضل الجامعات العالمية وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم العالي.
يذكر أن دبي أسست هيئة المعرفة والتنمية البشرية في العام 2024 للارتقاء بجميع قطاعات المعرفة والتنمية البشرية في الإمارة وفق أرقى المعايير العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، حيث تعنى الهيئة بالارتقاء بجودة ومخرجات التعليم بمختلف مراحله وأشكاله، وذلك لمواكبة التطور الاقتصادي والاجتماعي الكبيرين اللذين تشهدهما دبي ودولة الإمارات.
تضمن 15 جلسة عمل وشارك فيه 300 مفكر
مؤتمر المعرفة يختتم أعماله بذخيرة من الأفكار
اختتم مؤتمر المعرفة الذي عقدت أعماله في دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اعماله امس حيث واصل المؤتمر على مدار يومين من المناقشات المكثفة التباحث حول أفضل وأنجح السبل الكفيلة بالنهوض بالقدرات العربية في مجال المعرفة بما يعزز التنمية الشاملة المنشودة في المنطقة.
وقدم نخبة من أعلام الفكر العربي والباحثين والمفكرين ورواد العمل المعرفي العرب مجموعة من الأفكار والمقترحات البناءة التي ستمثل حجر الزاوية في مساعي مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، الجهة المنظمة للمؤتمر، الرامية إلى النهوض بالمعرفة العربية وترسيخ المقومات التي من شأنها توليد الزخم اللازم لتقوية البنيان المعرفي العربي وإمداده بالروافد الضرورية للارتقاء به بما ينعكس بالإيجاب على جهود التنمية في العالم العربي.
وكان افتتاح المؤتمر شهد إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن باقة من المبادرات المحددة وصل عددها إلى 25 مبادرة وبرنامجا ستتولى المؤسسة العمل على تنفيذها بالتعاون مع أكبر المنظمات والمؤسسات العالمية والمعاهد والمراكز العلمية والبحثية المتخصصة والكوادر المعرفية البارزة ورواد العمل المعرفي في المنطقة.
وقال محمد القرقاوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم: “إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حرص على استهلال المؤتمر بإعلان باقة من المبادرات المهمة وذلك من أجل ضمان أن يبدأ المؤتمر بزخم قوي يشجع المشاركين على تقديم كل ما في جعبتهم من أفكار عملية وموضوعية وتحريضهم على حشد عقولهم وجهودهم لتعزيز الهدف الذي تدعو إليه المؤسسة وهو الارتقاء بالرصيد والنتاج المعرفي في المنطقة العربية بما لذلك من انعكاسات إيجابية على المنطقة برمتها”.
وأضاف: “نجح المؤتمر، الذي مثل باكورة الجهود العملية للمؤسسة، في استهلال حوار عربي عربي جديد بجمع نخبة من رموز الفكر في المنطقة تحت سقف واحد وتمكينهم من فتح قنوات جديدة للنقاش وتبادل الأفكار، إيذانا بمولد جهد عربي مشترك ستعمل المؤسسة على السهر على تقويته وتعزيزه وإيجاد العناصر الكفيلة باستمراره وصولا إلى تحقيق الأهداف المنشودة مشمولا برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وانطلاقا من إيمان سموه الراسخ بكون المعرفة تمثل الركيزة الأساسية والأولى في عملية التنمية”.
وقال القرقاوي “سعدنا كثيرا بما شهدناه على مدار يومين من النقاش والأفكار والاقتراحات التي توجها الإعلان عن خطوات عملية ضمن المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ونتطلع إلى مواصلة الدرب يدنا في يد رواد الفكر العربي والمبدعين والكتاب والمترجمين لنقدم للعالم صورة جديدة للمنطقة العربية تبرز من خلالها قدراتها في العمل الجاد والفعال ضمن رؤية واضحة تنشد نهضة حقيقية تنال كافة ملامح الحياة في المنطقة”.
وأكد عزم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم على مواصلة ما بدأه المؤتمر من حوار ومتابعة ما يسفر عنه من توصيات وحلول وأفكار من أجل تقديم مزيد من المشروعات الموضوعية الرائدة في مجال المعرفة سواء على مستويات البحث العلمي أو الترجمة والنقل من مصادر المعارف الأخرى وكذلك إليها، وتشجيع الابتكار والمبتكرين والعمل على إيجاد البيئة والمناخ الملائمين لتعزيز جهود التنمية المعرفية في كافة أقطار المنطقة.
وأشاد المشاركون بفكرة المؤتمر والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها حيث أكدوا أنهم يعقدون آمالاً كبيرة على مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في إطار رسالتها المعلنة والتي تركز على تنمية القدرات العربية من خلال الاستثمار في البناء المعرفي وتعزيز القدرات المعرفية للمنطقة العربية، معربين عن تفاؤلهم بقدرة المؤسسة على إحداث نقلة نوعية في هذا المجال.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان تباعاً خلال المرحلة المقبلة عن الخطوات التنفيذية للمبادرات والبرامج التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي بدأت في الفعل في الدخول إلى موضع التطبيق خلال المؤتمر، حيث كان سموه قد حدد خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر العام أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ستعمل على البدء في تطبيق المبادرات والبرامج بشكل فوري ووفقا للجداول الزمنية الموضوعة لكل منها.
وقد غطت جلسات مؤتمر المعرفة الأول لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم من خلال خمس عشرة جلسة عمل مكثفة عقدت على مدى يومين، مجموعة متنوعة من الموضوعات المعنية بقضية المعرفة في المنطقة ومن بينها كيفية تفعيل دور الجمعيات العملية والبحثية العربية وسبل الارتقاء بالتعليم العام والعالي والتغلب على مشكلة اللغات في التعليم الجامعي وكيفية جسر الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل ودور التراث العربي في عالم اليوم، والتنوع الثقافي في المجتمعات العربية، إضافة إلى موضوع الترجمة والتعريب وصناعة النشر وما تواجهه من تحديات في المنطقة، والثورة الرقمية وأثرها في نشر المعرفة وعدد من الموضوعات الأخرى المهمة.
وكان حفل الافتتاح شهد مشاركة رفيعة المستوى من قبل القائمين على الشأن العربي والإسلامي في العالم حيث شارك في فعاليات الافتتاح كل من معالي عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية والدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، أمة العليم السوسوة، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة الإقليمية في المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما شارك في الجلسة الافتتاحية سعادة الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. والدكتور علي عبد الخالق القرني، مدير مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، كما شارك في حوارات المؤتمر أكثر من 300 من أبرز رموز الفكر العربي والخبراء والباحثين.
يذكر أن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تأسست بوقف قدره 37 مليار درهم (عشرة مليارات دولار) بهدف تعزيز جهود التنمية عبر الاهتمام بعناصر المعرفة والثقافة ودعم ريادة الأعمال في المنطقة، عبر إطلاق وتبني ورعاية مجموعة من المشروعات النوعية التي تعزز أهداف المؤسسة على المحاور الثلاثة المشار إليها.
لقطات
قارن د. علي نايفة الأستاذ في جامعة فرجينيا بين الوضع في العالم العربي والعالم الغربي لجهة البيروقراطية وغيرها، وكيف انها تشغل بال الناس وتحول دون ابداعهم.
واستشهد نايفة في جلسة النهوض بالبحث العلمي بقول لأبي حنيفة حين قال “لو فكرت في بصلة لما حللت مسألة”.
قالت الدكتورة فادية كيوان أستاذة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف ان الحرية ليست منّة من أحد، وطالبت الجامعات بالانفتاح على العالم، والاساتذة بعدم انتظار ان يمنحهم احد حريتهم. لأن الحريات الأكاديمية أساس الابداع.
د. معين حمزة قال: حين قدم الدكتورة فادية كيوان للحضور في جلسة النهوض بالبحث العلمي، اقدم لكم فادية كيوان التي تزين طاولتنا بين الرجال، حيث كانت الطاولة تضم 8 رجال بالاضافة الى كيوان فقط.
أشار الدكتور حسين خليفاوي في جلسة “تجسير الفجوة بين التعليم وسوق العمل” الى فشل معظم الدول العربية في وضع نمط أو استراتيجية للتكنولوجيا، وعدم قدرة المجتمع العربي على كسب العلم والتكنولوجيا بعيداً عن الاندماج في الحقل المعرفي.
أخطرت د. رفيعة غياش د. عصام النقيب بضرورة الاستعجال كي لا يداهمه الوقت بعد ان منحته 15 دقيقة إضافية مسبقاً._