اللبن المسكوب ,,, والتشجيع النسائي !!
قديماً …قيل :
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما قد علمه أبوه …
وأنا أزيد على ذلك : وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما قد رآه وتعلمه في التلفاز أيضاً ..
كانت الأفلام الكرتونية البريئة تربينا و تهيئنا لمثل هذا اليوم المجيد ولهذا الفتح العظيم
وكانت المسلسلات العربية وأفلامها تهيئنا ومن حيث لا ندري لأن نكون أناساً
متحضرين ومترقين في سلم الحضارة الدنيوية ..ولندخل من أبواب المجد أيها شئنا ..
فمن يتذكر الأفلام الكرتونية " حميدو " و " وكابتن ماجد " وغيرها من الأفلام والتي
تعودنا فيها ونحن صغار على أن البطل له صديقة وزميلة وجارة ومشجعة له في
الملعب والنادي وتحضر مبارياته وتدريباته ..
كنا وبكل براءة نبلع مثل هذه الصور وتلك التصورات
ولكن صانعوها ومنتجوها لم يكونوا بتلك البراءة أبداً …
بل كانت خططهم بعيدة المدى وكانوا يعلمون أنه سيأتي اليوم الذي يكون فيه جيل
مشاهدي كابتن ماجد وحميدو هم شباب هذه الأمة وقادتها ..
وأنه سيخرج من ظئ ظئ هذه المسلسلات من يكون تافهاً تفاهة أفكار تلك المسلسلات
وسمومها ..
ولولا بعض عوائق التحضر التي وضعت أمامنا بسبب بعض علمائنا ودعاتنا أصحاب الكتب الصفراء ـ غفر الله لهم ـ لكنا عانقنا المجد والتحضر والرقي منذ سنوات كثيرة مضت ..
ولكن عزاؤنا في ذلك إننا وبفضل شياطين الجن والأنس تخلصنا من أكثر العوائق التي وضعت أمامنا وما بقي إلا القليل لكي ننافس الدول المتحضرة ونلاحقها حتى في جحورها حذو القذة بالقذة …
فو الله لو دخلوا جحر ضب لدخلناه معهم فهم أدرى بما يفيدنا وما يضرنا .. فقد وصلوا إلى القمر بل وصنعوا القمر ..
فشكراً لبنت بلادي التي كسرت القيود وحطمت سياج الجهل والتخلف وألقت بالعباءة والثوب خلف ظهرها .. ولبست " الجينز" و " الكت " وصبغت شعرها وحلقت حواجبها وتلونت بالأحمر والأصفر والأخضر ووقفت جنباً إلى جنب مع أخيها تشجع وترقص وبكل وطنية " منتخب بلدها الكروي " الذي سيعيد أمجاد العرب والمسلمين ويلحق الهزائم بأعداء الدين !!
وكلي فخر بك يا ابنة "بلاد التوحيد" وما جاورها من البلدان على حصولك أخيراً على حريتك وتخلصك من العادات الفانية والتقاليد البالية التي أكل عليها الدهر وشرب ..!
لقد خطيتي خطوات مهمة يا " أخية " فلا تلقي بالاً لوساوس من يحبطك ويحط من عزيمتك …
سيري إلى الأمام مرفوعة الرأس شامخة وشعرك يطير في الهواء الطلق لا تخيفك الدعوات التي تناديك إلى العودة للحجاب والعودة إلى الحياء والشرف..!
فهؤلاء يريدون تدمير أنوثتك التي ظهرت أخيراً للعيان بأبهى صورة
يريدون أن يعيدوك إلى لبس تلك " الخيمة " التي سموها حجاباً
وهو فعلاً حجاب سيحجبك عن العاشقين و المعجبين وعن الراغبين في الزواج وعن إبراز مفاتنك الجميلة التي خلقها الله لكل من هب ودب من البشر ..
دعي هؤلاء جميعاً وعليك بما يمليه عليك الشيطان فهو نعم الناصح الشفيق
فقد جعلك تحوزين السبق بما فعلتيه في مدرجات " خليجي 18 " وتأكدي أن الملاعب قد فتحت أبوابها من بعدك لبنات حواء على مصارعها…
سيكتب اسمك وفعلك في التاريخ و في الموسوعات العالمية كأوائل من قمن بانقلاب على قيم الأخلاق والدين وثوابته ..
وكل من ستأتي بعدك وتقلد فعلك فهي في موازينك التي ستثقل حتماً فلا تجزعي !!
وعليك أيضاً بالصحف العلمانية والاشتراكية الغربية منها والشرقية فهي الخلاص من وهم العفاف والعفة ووهم الحياء والقيم والخلاق والشرف..
عليك بكتّاب هذه الصحف ذكوراً وإناثا فبهم النجاة من كل ما يسمى بالعيب والحرام والأدب والاحترام
عليك بالكاتبة هيفاء منصور التي ـ وبكل فخر ـ كتبت في جريدة الوطن السعودية بعنوان " المرأة السعودية تتحدى الكاميرا " :
((…. ما يستحق التقدير فعلاً هو أن حضورهن (( أي المباريات في دورة الخليج 18 ) يسجل سابقة جديدة في اعتداد المرأة السعودية بهويتها ورفضها للتخفي. فعدم رهبة تلك الفتيات من الكاميرا وشجاعتهن في تسجيل حضورهن والإدلاء بآرائهن والتوقيع بأسمائهن صراحة ودعمهن لمنتخب وطنهن يتحدى خوف المرأة السعودية الأزلي من الكاميرا وحرصها على إخفاء هويتها خوفا من أن ينتقد المجتمع ظهورها علانية …..أهـ))
وعليك بنازلي العوضي التربوية الإماراتية التي فتحت النار في جريدة الخليج الإماراتية
على الجهات المسؤلة عن الرياضة في دولة الإمارات ـ على خلفية تهميش الرياضة النسائية ـ …وأكدت أن عدم الاهتمام برياضة المرأة سيؤدي إلى طلاقها !!
والتي تساءلت : هل إذا البنت الإماراتية لبست " شورت " تكون فسدت ؟ هل يقيم الإنسان بمظهره ؟ هل اللبس هو الذي يجعل الإنسان شريفاً من عدمه ؟؟
أختي الكريمة …
أختي المسلمة ….
إن منهج التربية الإسلامية منهج رباني عملي ، يتميز عن كل مناهج التربية القديمة والحديثة ونظرياتها المتخبطة التائهة ،والتي لا أساس لها من خلق أو دين
والمسلم الحق غني بدينه الحق عن نظريات منشؤها الظنون والأوهام ومناهج منحرفة ملتوية ، أوردت مجتمعاتها موارد التفسخ والانحلال .
وقد انساق كثير من المسلمين وراء ما يروجه أعداء الإسلام من دعوات هدامة ، يراد من ورائها إضعاف المسلمين ، وإحكام سيطرة عدوهم عليهم ومن هذه الدعوات رياضة المرأة
بدؤا بأن المرأة مسكينة وعدم الرياضة يؤدي إلى مرضها وهلاكها فقلنا كل شيء ولا هلاك المرأة وانقراضها
قالوا: أحسن رياضة بالقرب من الشواطئ والحدائق وما في مشكلة لو كانت مستورة وتعمل رياضة على الشواطئ قلنا هذه بعد ليست مشكلة مادام إنها مستورة .
ثم قالوا : كيف تعمل رياضة مع الحجاب هذا ضار صحياً !!
وتدرجوا حتى أوصلوها إلى المدرجات تصرخ وتصيح وتلون وجهها وشعرها وتلبس ما نستحي أن نذكره ..
بل وأخذت تزاحم الشباب في مسيرات الفرح مطلة من " فتحة " سقف السيارة معلنة إني معك على قدم المساواة والحرية..!!
أقول : يا أختي اتقي الله في نفسك ولا تشيعي الفاحشة ولا تكوني عوناً لأعداء الإسلام علينا
الحرب التي تواجه الإسلام الآن هي أشد وأنكى من كل ما كان ، إنها عقول كبيرة جداً ، شريرة جداً ، تمدها قُوى قوية جداً ، وأموال كثيرة جداً ، كل ذلك مسخَّر لحرب الإسلام على خطط محكمة ،وأنت من أكبر حصون الإسلام والتي يريدون أن يحطموها ويهدموها فتتهدم من بعدها الجدر والقلاع المرأة المسلمة وعفتها وعفافها وشرفها وحياءها
والمسلمون أكثرهم غافلون ، يَجِدُّ أعداؤهم ويهزلون ، ويسهر خصومهم وينامون ، أولئك يحاربون صفاً واحداً ، والمسلمون قد فرَّقت بينهم خلافات في الرأي ، ومطامع في الدنيا
فليحذروا قبل أن يبكوا على اللبن المسكوب ..
لذلك السعيد يا أختي من وُعِظَ بغيره ولم يتعظ به الناس ، فليحذر دعاة الرذيلة أن يشملهم قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } [النور:19]
جنبنا الله مسالك أهل الفساد والإفساد ، وجعلنا من الهُداة المهتدين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين