خرج مجوعة من الشباب في رحلة سياحية لإحدى الدول الأوروبية…
وهناك قاموا بزيارة لأحد الأصدقاء الذي دعاهم لتناول الغداء في أحد المطاعم…
وكعادتنا نحن العرب المشهود لنا بالكرم أخذ صاحبنا يطلب من أنواع الطعام ويضع أمامهم..
ويبدو أن هذه الكمية قد جلبت انتباه امرأة من رواد المطعم …والتي أخذت تتابعهم…مع أن هذه العادة ليست من طبيعة الأجانب…
وما أن طلب صاحبنا الفاتورة حتى جن جنون المرأة…..وأخذت تعاتب وتلوم واتصلت بالأمن…
حضر رجل الأمن وتكلم مع المرأة…..ثم جاء باتجاه الشاب وحرر له مخالفة …وغرامة مالية…
استغرب الشباب…..ووقف صاحبنا يسأل الشرطي عن خطأهم وما هي المخالفة التي ارتكبوها ..
رد عليه رجل الأمن بأنه كان عليه أن يطلب حاجتهم من الطعام…بدل هذه الكمية التي بقي معظمها خلفهم…
وحين رد عليه الشاب أنه هو من سيدفع الفاتورة…
أجابه….صحيح أن المال مالك ولكن الموارد للجميع….وأنت تستنزف هذه الموارد….وهذا ليس من حقك..
تذكرت هذه القصة وأنا أقف في طابور الجمعية وأشاهد عربات التسوق التي كانت تئن تحت الضغط الكبير من أحمالها الثقيلة…
غدا رمضان…ولكن الذي يشاهد فوبيا التسوق التي أصابت الناس يعتقد أننا مقبلون على كارثة كبيرة…
قارورة كانت تدفع قاطرة من العربات….4 عربات…تكاد لا تتسع لحملها….
وأمامي متسوق دفع عربتان تمتلئان بالكراتين الكبيرة….ويبدو أنه تناولها من أرفف العروض….سامح الله العروض….تجعلك تشتري أضعاف الكميات…طمعا في تخفيض بعد الدراهم..وحين وصل هذا المتسوق للمحاسب…أمسك المحاسب بإحدى الكراتين التي لم يكن ظاهرا عليها ( كود ) قراءة السعر..وهنا سأل المحاسب المتسوق عما تحويه هذه الكر تونة..
كانت المفاجأة حين أجابه…لا أعرف…!!
وهنا فتح المحاسب الكر تونة فوجد بداخلها ملح…!
المتسوق لم يعيد الكر تونة…وطلب من المحاسب الاستمرار…
تساءلت في نفسي…كم عاما سيحتاج هذا الشخص لاستهلاك كل كميات الملح الموجودة في الكر تونة…..
كان أحد الأشخاص يعمل في سفارة بلاده …. في إحدى الدول الإسكندنافية…..
حيث تكثر لديهم المياه……وهناك قرر صاحبنا عمل بركة سباحة في فيلته…
وطبعا ملأها بالمياه…وقام بتغيير المياه أكثر من مرة …
في نهاية الشهر جاءته فاتورة المياه…..مع ورقة استدعاء للمحكمة…..تم حبسه بسبب الاستهلاك غير المبرر للمياه……ولم يشفع له وضعه الدبلوماسي….فالموارد للجميع….
كان هناك تاجران….لديهما نفس البضاعة…..ونفس الأسعار….وبنما كانت الزبائن تتقاطر على الأول…..كانت بضاعة الثاني تعاني من الركود….
استغرب الأمر….وحاول البحث عن سبب لذلك….لكنه لم يستطع إيجاد سبب مقنع…
وفي النهاية ذهب لأحد الحكماء يسأله…فطلب إليه أن يتناول الغداء عند جاره…
وفعلا طلب من جاره أن يدعوه لتناول الغداء عنده….
على الغداء جلس الضيف وصاحب البيت ….ومعه أبناءه الصغار…
قام المضيف بوضع خرق من القماش أمام أبناءه ….حتى إذا ما تناولوا الأرز وقعت حبات الرز على تلك الخرق من القماش…
وقبل أن يقوما عن المائدة ….قام المضيف بجمع حبات الأرز…..وأكلها…وهو يقول…
رب احفظ هذه النعمة من الزوال..
في الهند ابتكرت إحدى الجمعيات الخيرية طريقة لإطعام ملايين الفقراء من أغلى أصناف الطعام…
حيث قامت بجمع الكميات التي تزيد من الطعام …من الفنادق الفخمة والمستشفيات وشركات الطيران….ومن المعلوم أن كل هذه الكميات كانت تذهب لحاويات القمامة….
تخيلوا لو قامت إحدى الجمعيات الخيرية بجمع بقايا الطعام….وإرسالها للدول التي يموت الملايين فيها ولا يجدون حتى أوراق الشجر لتسد جوعهم وجوع أبناءهم….