المصدر: محمد جرادات – الشارقة التاريخ: الأحد, أكتوبر 18, 2024
أعرب آباء طلاب مدرسة أزهار الإمارات، (أزهار المستقبل سابقاً) في الشارقة، عن مخاوفهم على مستقبل أبنائهم الذين كانوا مسجلين في المدرسة، بعد صدور قرار وزارة التربية والتعليم بإغلاقها قبل أيام، متسائلين «أين يذهب أبناؤنا بعد إغلاق المدرسة، خصوصاً أن رسومها مناسبة لأوضاعنا المالية، في حين رفضت المدارس التي في مستوى سعرها استقبالهم، نظراً إلى عدم وجود شواغر فيها، والمدارس الأغلى سعراً لا تناسب إمكاناتنا المالية، وتاليا، أصبح مستقبل أبنائنا في خطر».
ووصف صاحب المدرسة عبد المنعم الفيومي قرار إغلاق المدرسة بأنه «غير عادل، وعلى الرغم من محاولات وقف القرار واستكمال أي نواقص، كي لا يضيع العام الدراسي على الطلبة، ولا تضيع فرص العمل للعاملين في المدرسة، إضافة إلى أننا على وشك الانتهاء من بناء مدرسة جديدة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، إذ تم إغلاقها بالشمع الأحمر، لكنهم سمحوا لنا بفتح الباب الخلفي، كي نعيد الرسوم للأهالي».
وأضاف إن «قرار الإغلاق أفقد المدرسة طلابها، البالغ عددهم نحو 950 طالباً، إضافة إلى الخسارة المالية التي تجاوزت ثلاثة ملايين درهم، وحالة الإرباك التي أصابت المدرسة والسمعة السيئة التي أصابتها بشكل يفوق الوصف»، وطالب بـ«الإنصاف، إذ يستثمر في التعليم ويستحق التشجيع لا التحطيم».
في المقابل، قالت مديرة منطقة الشارقة التعليمية، فوزية غريب، إن «المنطقة أغلقت المدرسة لأسباب تتعلق بعدم أهلية البناء وعدم حصولها على ترخيص، ولذا، نحن على استعداد لنقل طلبة المدرسة كافة إلى مدارس مناسبة، وفق ما يرى آباؤهم، ولن يكون هناك طالب خارج نطاق المدارس التي تتناسب وظروف الأهالي».
وفي التفاصيل، قال أحد آباء الطلبة في المدرسة، ويدعى كمال كريم، «فوجئنا بقرار إغلاق المدرسة التي تناسب في رسومها وأقساطها ظروفنا المالية والاقتصادية، وبدأنا رحلة البحث عن مدرسة أخرى، لكننا حتى الآن لم نجد مدرسة مناسبة مالياً لنا، فالمدارس ذات الرسوم الرخيصة نسبياً لا مجال للتسجيل فيها، لأن الوقت تأخر كثيراً ولا شواغر فيها، ورسوم المدارس التي مازالت تستقبل الطلبة أعلى، وتفوق قدراتنا المالية، وتالياً لم يبقَ أمامنا غير مكوث أولادنا في البيوت. ننتظر حلاً سريعاً».
وتساءل: «لماذا لم يصدر قرار الإغلاق منذ وقت مبكر، قبل التسجيل أو قبل بداية العام الدراسي، كي تكون لدينا فرصة للبحث عن مدرسة بديلة، علماً بأنني أفضل البقاء في المدرسة، لأن رسومها مناسبة وطريقة الدفع مريحة، لكن قرار وزارة التربية والتعليم إغلاقها في وقت متأخر لم يلحق الضرر بصاحب المدرسة والعاملين فيها فقط، بل ألحق أكبر الضرر بنا، وأربك أبناءنا».
وأيده والد طالب آخر، يدعى عمران جمعة، معترضاً على قرار إغلاق المدرسة فجأة، بعد أن سجل أبناؤه فيها، ودفع الرسوم، ومضت أيام عدة على دوام الطلبة، وبعدها أبلغتنا إدارة المدرسة بضرورة مراجعتها، كي نستعيد الرسوم التي دفعناها لها، وتالياً، نواجه مشكلة كبرى، هي أين نذهب بأبنائنا»، مشيراً إلى أنه لا توجد مدارس بديلة، تستقبل أولادنا بعد أن قررت المنطقة إغلاق المدرسة».
وقال ولي أمر ثالث، يدعى صالح علي، «يوم الخميس الماضي تم إبلاغنا من قبل إدارة المدرسة بأنه تم إغلاقها من قبل الوزارة، وتالياً على الآباء التوجه إلى المدرسة من أجل استعادة الرسوم، وهو ما حدث، لكن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا، ماذا نفعل بأبنائنا، بعد أن قطعت الدراسة شوطاً لا بأس به، وهل هناك مدرسة أخرى ستقبل أبناءنا».
وأضاف «نريد معرفة السبب الحقيقي وراء إغلاق المدرسة، وما مصير أبنائنا، وأين نذهب بهم، نريد حلاً سريعاً ومباشراً للمشكلة ».
وأوضح صاحب مدرسة أزهار الإمارات (أزهار المستقبل سابقاً)، عبدالمنعم الفيومي، «نقلت مقر مدرستي التي كانت تحمل اسم أزهار المستقبل، من عجمان، إلى الشارقة، التزاماً بقرار مجلس الوزراء الذي يمنع وجود مدارس الفلل. وفي مايو الماضي، تقدمت بطلب ترخيص المدرسة من خلال منطقة الشارقة التعليمية التي وافتنا بضرورة تغيير اسم المدرسة ،ليصبح أزهار الإمارات، وأجرينا تعديلات وإضافات مطلوبة، إضافة إلى صيانة المدرسة التي استأجرناها في منطقة العزرة. لكن، بعد مرور الوقت، وصل إلينا خبر يفيد بعدم الموافقة على ترخيص المدرسة، وحاولنا بشتى السبل أن نحصل على ترخيص، لكن النتيجة النهائية كانت الأربعاء الماضي، إذ أبلغنا بقرار نهائي لا رجعة عنه، بإغلاق المدرسة، ما أفقدنا طلابنا وسمعتنا وثلاثة ملايين درهم حصيلة بدل الإيجار والصيانة، وتجهيزات أخرى».
ولفت إلى أنه وجّه خطاب التماس لجهات معنية في الشارقة قبل فترة، يشرح فيه مشكلته، وقال «أننا بصدد بناء مدرسة في منطقة العزرة، تبلغ تكلفتها نحو 23 مليون درهم، وتضم 65 فصلاً»، متسائلاً، « هل يتكرر الأمر معي بعد الانتهاء من بناء المدرسة الجديدة، وترفض المنطقة والوزارة الترخيص، ليضيع جهد وتعب 41 سنة أمضيتها في الدولة في التعليم»، وأوضح أنه تم إنجاز نحو 35٪ من البناء حتى الآن .
وأضاف الفيومي «مازلت مصراً على أهلية مدرستي وصلاحيتها للتدريس، ولذا ، لم أفقد الأمل، وسيأتي من ينصفني، وتعيد المدرسة فتح أبوابها لأبنائنا الطلبة، وأنا على استعداد لفتح المدرسة، ولو كان هناك طالب واحد، فليس هدفي السعي إلى الربح، بقدر ما هو التأكيد على استمراري في مسيرة العلم والمعرفة، من خلال مدرستي التي تجاوز عمرها 15 عاماً».
وقال مدير المدرسة، محمد عبدالرحمن، «قرار الإغلاق حرم هيئة التدريس من فرص عمل، وحرم الطلاب من فرصة التعلم في مدرسة تتميز بتدني أسعارها». ولفت إلى أن الرسوم الدراسية المقررة، وتشمل الزي المدرسي والكتب والمواصلات هي 4500 درهم لرياض الأطفال، 4800 درهم للصفين الأول والثاني، 5300 درهم للثالث والرابع، 5800 درهم للخامس والسادس و6300 درهم للصف السابع .
غير مؤهّل
قالت مديرة منطقة الشارقة التعليمية، فوزية غريب، إنها تسلمت كتاباً من وزارة التربية والتعليم، (حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه)، يوضح أن الطلب المقدّم في الأول من أكتوبر الجاري، والمتضمن الموافقة على فتح مدرسة خاصة في الشارقة، تم تحويله إلى إدارة الأبنية والخدمات التعليمية. وأفادت الإدارة بأن المبنى غير مؤهل في الوقت الحاضر، و«بناءً على توجيهات المدير التنفيذي لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة، نحيطكم علماً بعدم موافقة الوزارة على استخدام المبنى مقراً لمدرسة خاصة».
وأضافت إن «مدرسة (أزهار الإمارات الخاصة) كانت قد فتحت باب التسجيل للعام الدراسي الجديد، من دون الحصول على ترخيص بممارسة نشاطها، فتقديم أوراق غير مكتملة إلى إدارة التعليم الخاص في (تعليمية الشارقة) لا يمنحها الحق بممارسة نشاطها الأكاديمي».
وحذرت غريب الآباء من التسجيل. لافتة إلى أن «المدرسة ارتكبت مخالفة تستدعي اتخاذ قرار حاسم بحقها». وذكرت أنها «اتخذت الإجراءات اللازمة بحق المدرسة، منها إخطار البلدية والجهات ذات العلاقة لاتخاذ ما يرونه مناسباً بحقها، إضافة إلى تحذير الآباء من تسجيل أبنائهم في المدرسة، حتى لا تتحمل المنطقة مسؤولية أي طالب سجل في المدرسة وهي غير مرخصة، وتالياً، تحميل إدارة المنطقة مسؤولية الخطأ».