مديرو مدارس حكومية يطالبون ببناء فصول جديدة

مديرو مدارس حكومية يطالبون ببناء فصول جديدة

المصدر:

• وجيه السباعي – دبي

التاريخ: 20 أكتوبر 2024

المدارس الحكومية خضعت لمستجدات أكسبتها ثقة ذوي الطلبة المواطنين. تصوير: دينيس مالاري

طالب مديرو مدارس حكومية في دبي وزارة التربية والتعليم بزيادة أعداد المدارس الحكومية، وزيادة الفصول في بعضها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة، خصوصاً بعدما شهدت السنوات الأخيرة انتقال أعداد كبيرة من الطلاب من التعليم الخاص إلى الحكومي.
وأكدت منطقة دبي التعليمية وجود مساع لحلّ هذه المشكلة، تتمثل في بناء مدارس وفصول جديدة ورياض أطفال، مضيفة أن مدارسها الحكومية تعطي الأولوية في قبول الطلبة المستجدين للمواطنين. لكنها رفضت اعتبار هذه الانتقالات بمثابة «الهجرة» من التعليم الخاص إلى التعليم الحكومي، مشيرة إلى أن عدد الإماراتيين في المدارس الخاصة لايزال كبيراً.
وتفصيلاً، أكد مدير مدرسة محمد بن راشد النموذجية في دبي، محمد حسن، تزايد عدد الطلاب المنتقلين من التعليم الخاص إلى الحكومي، مشيراً إلى أن عدد طلاب مدرسته بعد أن تحولت إلى نموذجية قفز من 340 طالباً إلى أكثر من 600 طالب للعام الدراسي الجاري، غالبيتهم قادمون من مدارس خاصة.
وطالب بزيادة أعداد المدارس الحكومية في دبي خلال السنوات المقبلة لاستيعاب الطلاب، مشيراً إلى أن مدرسته، التي يبلغ إجمالي فصولها 27 فصلاً دراسياً، أصبحت غير قادرة على استيعاب مزيد منهم.
وقال حسن إن مدرسته تلجأ إلى تشديد الامتحانات التحريرية، التي تشترط اجتيازها لقبول تسجيل الطلاب في المدرسة، بهدف ضمان انتقال أفضل الطلاب وأكثرهم كفاءة إليها.
وأكدت مديرة مدرسة الراية للتعليم الثانوي للبنات، نهاد علي الزبير، أن مدرستها تعاني تزايد أعداد الطلبة، وقلة في الأماكن، لافتة إلى ضرورة إقامة مجمعات للمدارس الحكومية في المناطق السكنية الجديدة، التي شهدت زيادة في عدد المواطنين المقيمين فيها خلال السنوات الأخيرة.
ولفتت إلى أن مدرستها، الواقعة في منطقة الوصل، تواجه إقبالاً متزايداً من الطلبة المواطنين، كما هي الحال في مناطق جميرا والوصل والسطوة والقوز وغيرها، بسبب رفع المدارس النموذجية المحيطة بها سقف القبول فيها، واشترطت ألا يقلّ معدل الطالب الذي يرغب في الانتقال إليها عن 75٪.
وكرر مدير مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية في دبي، جمال حسن، الشكوى من عجز مدرسته عن استيعاب الطلبة الجدد، موضحاً أنها تحتوي على 27 فصلاً تضم 666 طالباً. وأكد ضرورة وجود تنسيق بين وزارات التربية والتعليم والأشغال والمالية لسرعة إنشاء مدارس جديدة في دبي.
وعزا جمال المشكلة إلى فقدان ذوي الطلبة الثقة في المدارس الخاصة، بعد الاطلاع على نتائج الرقابة المدرسية بشكل سنوي، ودفع أعداداً كبيرة منهم إلى تحويل أوراق أبنائهم إلى مدارس حكومية، إضافة إلى أن هجرة المواطنين وتركزهم في مناطق معينة أسهما في تكدس الطلبة في مدارس محددة.
وأكد مدير مدرسة دبي للتعليم الثانوي، منصور شكري، تزايد الإقبال على المدارس الحكومية، مشدداً على ضرورة التزام المدرسة بمعايير القبول والتسجيل الخاصة بالنسب المحددة للطلبة المواطنين والوافدين. ولفت مدير مدرسة الصفا للتعليم الثانوي علي مال الله السويدي، إلى أن مدرسته على الرغم من استقبالها أعداداً متزايدة سنوياً من الطلبة الجدد المنتقلين من مدارس خاصة، فإنها لم تعان أزمة في توفير الأماكن، شارحاً أن المشكلة تتركز في مناطق بعينها، مثل البرشاء وديرة، ومناطق أخرى تشهد زيادة أعداد المواطنين فيها.
من جانبه، قال مدير منطقة دبي التعليمية الدكتور أحمد عيد المنصوري، إن المدارس الحكومية خضعت لمستجدات كثيرة أكسبتها ثقة شريحة أكبر من ذوي الطلبة المواطنين، مشيراً إلى أنها أصبحت وجهة كثيرين منهم، وفي كل فصل جديد هناك حالات إقبال وعودة إلى المدارس الحكومية.
وذكر أن الطلاب الوافدين أصبحوا يدركون كالمواطن جدوى التعليم الحكومي، لاسيما على صعيد المنهاج والبنية التحتية المتميزة، ثم الرسوم الدراسية الرمزية التي تبدو منخفضة جداً أمام متطلبات المدارس الخاصة.
وأكد أن المنطقة التعليمية تمنح الأولوية للطلبة المواطنين، حسب الشواغر المتوافرة في كل مدرسة، وتوزيع الطلبة حسب مناطقهم السكنية، مشيراً إلى أن هذا الانتقال المشهود لم يرقَ إلى الآن إلى وصف «الهجرة»، لأن كثيراً من ذوي الطلبة المقتدرين لايزالون يصرون على تعليم أبنائهم في مدارس ذات مناهج أجنبية محددة، مثل الأميركية والبريطانية، وذلك حق مشروع لهم.
وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم عملت على دعم مدارس التعليم العام، وتحديث مفاصل العملية التعليمية بما فيها البيئة المدرسية، والمناهج الدراسية، والموارد البشرية، وفق منهجية واضحة، وصلاحيات للمناطق والمدارس توازي المهام المنوطة بها.