كيف تستعد للامتحان لتحصل على علامة النجاح
هذا السؤال يراود أفكار جميع الطلبة قبل تأدية أي امتحان و الإجابة عليه يعتمد على ثلاثة عوامل أساسية و هي :
1. المعلومات التي اختزنها الطالب في ذاكرته قبل تأدية الامتحان .
2. الحالة النفسية و الجسمية للطالب خلال المذاكرة للامتحان و أثناء تأديته للامتحان .
3. عادات الطالب الدراسية .
1. المعلومات التي اختزنها الطالب :
تتوقف المعلومات التي اختزنها الطالب في ذاكرته على عاملين هامين و هما :
• اهتمام الطالب و دوافعه نحو المادة التي يدرسها، هل يحب المادة أم يكرهها، هل كانت المادة باختياره أم أجبر على دراستها
• أسلوب المدرس في طرح المادة على الطلبة، هل أسلوب مشوق، هل يجذب الطلبة بالمعاملة الحسنة ؟ هل يملي المدرس المادة على الطلبة أم يشاركهم بالنقاش لتبسيط المفاهيم المعقدة لتسهيل استيعاب المادة ؟
2. الحالة النفسية و الجسمية للطالب :
و هذه تشمل حالته النفسية و الجسمية خلال الاستعداد للامتحان و كذلك أثناء تأديته للامتحان ، نفسانياً كلما كان الطالب واثقاً من نفسه كلما كانت درجة الخوف و القلق نسبتها متدنية و العكس صحيح ، كذلك الحالة الجسمية لها أهمية كبيرة خلال الاستعداد للامتحان و أثناء تأدية الامتحان ، و هنا ينطبق المثل القائل العقل السليم في الجسم السليم ، أي أن الطالب الذي يعاني من أمراض جسمية أو تغذية ضعيفة كلما كان استيعابه للمادة أثناء المذاكرة ضعيف و كذلك تذكره للمادة أثناء الامتحان ضعيف ، أي ضعف التغذية يؤدي إلى وهن الخلايا المخية التي تؤثر على الاستيعاب و الاسترجاع للذاكرة .
3. عادات الطالب الدراسية :
ان العادات الدراسية الصحيحة ضرورية جداً لكي يتمكن الطالب من استيعاب المادة و حفظها ، فكلما كانت عادات الدراسة جيدة كلما أدى ذلك إلى تأكد وثقة الطالب من استيعاب المادة ، و من متطلبات الدراسة الفعّالة أن يتبع الطالب التنظيم و الترتيب للدراسة ، و ذلك بأن يبدأ الدراسة قبل الامتحان بوقت كاف و أن يتجنب التأجيل في المذاكرة ، إذ يترتب على التأجيل أن يضطر الطالب إلى دراسة طويلة و متواصلة مما يسبب الاجهاد الجسمي و النفسي للطالب و ينتج عن ذلك ضعف قوة الاستيعاب و الملل و عدم القدرة على التركيز ، أحياناً يضطر الطالب إلى قراءة الفقرة عدة مرات قبل استيعابها لتشتت أفكاره نتيجة للاجهاد ، و أحياناً نتيجة للقلق و للتوتر يلجأ الطالب إلى السرحان و أحلام اليقظة ليريح نفسه من الاجهاد النفسي ، و أحياناً يتجه إلى قراءة المادة بسرعة مما لا يعطيه الفرصة للتركيز و هضم المادة مما يسبب نسيانها بسرعة نتيجة لسطحية الاستيعاب .
و الأن كيف يمكن للطالب أن ينظم و يخطط برنامج الدراسة قبل الامتحان، ماهي الخطوات الواجب اتباعها لاستيعاب المادة بطريقة علمية أثناء الاستعداد للامتحان.
أولاً : تقسيم المادة بحسب تدرج الصعوبة ، و ذلك بأن يبدأ الطالب بمراجعة و دراسة المادة السهلة أولاً ثم يتلوها بالمادة الصعبة على التوالي ، الهدف من هذا التقسيم هو ادخار الطاقة النفسية و الجسمية لتحفيز الطالب على الجلوس و المتابعة حيث أن المادة السهلة تفتح شهية الطالب في المذاكرة و لا تتطلب مجهوداً فكرياً و جسمياً كبيران ، عندما ينتهي الطالب من المادة السهلة يشعر بأنه حقق بعض الانجاز مما يعطيه الشعور بالثقة بالاستمرارية في الدراسة إلى الأصعب .
ثانياً : اقتطاع أو حجز أوقات مناسبة للدراسة و تقسيم الوقت إلى وحدات زمنية ، و ذلك بأن يذاكر الطالب لمدة لا تتجاوز ( 4 ساعات يومياً ) على فترتين صباحاً و مساءً . بعض الطلبة يتميزون بدورة بيولوجية نهارية و بعضهم بدورة ليلية ، لذلك على الطالب أن يتعرف على دورته البيولوجية لكي يستعين بها في المذاكرة ، البعض يذاكر بطريقة فعّالة في الصباح الباكر و البعض في بداية الليل .
كما يجب تقسيم كل فترة زمنية مكونة من ( 4 ساعات ) إلى وحدات زمنية دراسية و كل وحدة لا تتجاوز ( 45 دقيقة ) للدراسة الجدية يتبعها ( 15 دقيقة ) إستراحة . الهدف من هذا التقسيم إلى فترات ووحدات زمنية هو تجنب الاجهاد الذهني و الجسمي .
ثالثاً : الانعزال عن الضوضاء ، و هذا يتطلب الانعزال في ركن هادئ في البيت أو عند صديق أو في المكتبة أو في الخلاء لتجنب الضوضاء أو الانزعاج من مقاطعة الآخرين ، الهدف من الانعزال هو تمكين الطالب من تسخير جميع حواسه السمعية و البصرية في التركيز على المادة التي يدرسها مما يسهل الفهم و يساعد على الاستيعاب و الخزن في الذاكرة .
رابعاً : الموقف الجدي للدراسة : و هذا يتطلب من الطالب أن يبقى في اللباس الذي يدل على الجدية و ليس الاسترخاء إذ أن الملبس يوحي للعقل بالجدية في الدراسة ، كذلك على الطالب أن يجلس وراء طاولة و ليس الاستلقاء على جانبه أو ظهره إذ أن العقل يدرك الجدية و يستجيب إلى الموقف و ذلك بتحفيز الطالب على المثابرة .
خامساً : كتابة ملاحظات في دفتر مستقل و هذا يتطلب أن يتوقف الطالب بعد قراءة عدة فقرات و محاولة تذكر ما قرأ و تلخيص ذلك بلغة مبسطة في الدفتر للرجوع إلى الملاحظات في آخر لحظة لاسترجاع المخزون من المعلومات ، أن الرجوع إلى مجموعة الملاحظات المبسطة في الدفتر تعطي الطالب صورة متكاملة عن المادة التي قرأها و بذا يسهل تذكرها بسرعة عند قراءتها صباح يوم الامتحان .
سادساً : المادة التي يتطلب على الطالب حفظها ( البصم ) أو الاستظهار فهنالك أسلوب علمي واحد ( كحفظ الاشعار أو الآيات القرآنية مثلا ) .
1. اقرأ المادة بصوت جوهري لتسمع ما تقرأ .
2. اقرأ المجموعة كلها و ليس الأجزاء ، لا تقرأ سطر واحد من بيت الشعر بل احفظ كل خمسة أبيات إذ أن تذكر الكل أهون من تذكر الجزء الذي لا يعطي المعنى لما يراد حفظه .
3. فهم المعنى للمادة ، الاشعار أو السور القرآنية أو المفردات الأجنبية التي يفهمها الطالب أسهل بكثير من حفظها من المادة التي تتميز بالطلاسم أو عدم الفهم .
4. ربط المادة بهدف مشوق لك عند حفظها كأن تتخيل استعمال المفردات الانجليزية في التخاطب مع سواح أجانب مثلاً .
5. تكرار تسميع المادة ، إذا أن السمع و التكرار يساعد على الحفظ .
الاستعداد لدخول قاعة الامتحان
قبل دخول قاعة الامتحان على الطالب أن يتذكر ما يلي :
1. عدم شرب المنبهات بكثرة و عدم التأخر في النوم و النهوض باكراً صباحاً .
2. قراءة الملاحظات المبسطة لاسترجاع فهم المادة صباحاً قبل الامتحان .
3. تناول طعام الإفطار المكون من خبز و جبن و زيت و زعتر ( أي أخذ البروتين و المنبهات كالزعتر و القهوة أو الشاي ) لتغذية الخلايا المخية و إثارتها صباحاً قبل الامتحان .
4. عدم مناقشة المادة قبل الدخول إلى قاعة الامتحان لتجنب إثارة القلق و الخوف، لأن النقاش يحدث انفعالات شديدة لدى معظم الطلبة مما يتسبب في إفراز هرمون الكوتيزول الذي يؤدي إلى صعوبة في استرجاع المخزون من معلومات و أحياناً نسيان المادة كلياً .
دخول قاعة الامتحان
لدى دخول قاعة الامتحان اتبع الخطوات التالية :
1. إن أمكن اختار مقعد بجانب طالب ترتاح إليه .
2. اجلس بهدوء و ابتسم لتشعر نفسك بالثقة .
3. اقرأ سورة الكرسي حتى تشعر بالطمأنينة .
4. عندما تستلم ورقة الامتحان لا تسرع بقراءة الأسئلة ، اقلب ورقة الاسئلة و اقرأ الفاتحة بهدوء .
5. تنفس بعمق ثلاث مرات ثم اقلب ورقة الأسئلة و ابدأ بقراءتها .
6. ضع إشارة على أسهل سؤال ثم تدرج إلى الأكثر صعوبة ، اترك السؤال الصعب إلى اللآخر .
7. ابدأ بالإجابة بهدوء و لا تتسرع تجنباً للإثارة التي تسبب ارتفاع ضغط الدم و بالتالي الصداع .
8. بعد الانتهاء من الامتحان لا تناقش اجابتك مع الطلبة لأن التشكك في اجابتك يمكن أن يثير القلق الذي يؤثر على الامتحان الذي يليه .