تخطى إلى المحتوى

قصة السيدة موزة

يحكى أنّه اجتمع ذات مساء، على طاولة السلطان الكبيرة، وفي صحن زجاجيّ جميل، كلّ من: التفّاحة والبرتقالة والموزة والرّمانة.‏
ولّما كانت الرّمانة كبيرة الحجم، نقد تضايقت الموزة منها، وقالت:‏
– ابتعدي عنّي أيّتها الغليظة، أنتِ تضايقينني!.‏
احمرّ وجه الرّمّانة خجلاً، وقالت:‏
– عفواً موزة، أنا لم أقصد إزعاجك، ولكن كان عليكِ أن تنبهيني بطريقة لبقة.‏
– ومن أنت حتّى أنّبهك، ثمّ كيف تناديني باسمي دون أن تسبقيه بكلمة سيّدة!؟‏
– ولماذا كلمة سيّده هذه؟.. كلّنا فواكه، فلمَ تتعالين علينا؟.‏
ضحكت الموزة، حتّى كادت تتدحرج وتسقط من الصحن، وبعد أن هدأت وقالت:‏
– أولاً… أنا طريّة، وطعمي حلو، فالأطفال الذين لم تبزغ أسنانهم يمضغونني بسهولة.‏
ثانياً.. تقشيري سهل… ولا بذور لي، فهل عرفتِ لماذا يجب أن تناديني بالسيدة موزة؟!.‏
مطّت الرّمانة فمها، وقالت:‏
– قفي عند حدّك أيّتها المتغطرسة، واعلمي أنني أخبّئ في جوفي مئات الحبّات الصغيرة أحفظها من عوامل الطقس، ألمّ شملها، وأزرع في قلوبها الأمل، لتحلم كلّ حبّة، أن تصبح شجرة رمّان كبيرة.‏
أُعجبت التفّاحة بحديث الرّمانة، فصفّقت لها بورقتيها اللتين لهما شكل قلب، اغتاظت الموزة منها، وضربتها في مكان الفصين، فانخفضت وصاحت:‏
– آخ… آخ‏
فار الدم في وجه البرتقالة، وقالت:‏ موزة… عيب، الزمي حدودك، واعلمي بأن الألقاب لا تعلي في المكانة، لكلّ صنف من الفاكهة مذاق خاص، وفائدة خاصة.‏ثمّ دفعنها بأوراقهنّ خارج الصحن.‏ وقعت الموزة على الطاولة، وانحنى ظهرها ولم تستطيع أن تقوم مرة ثانية

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.