السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل آيات الشكر والتقدير والإمتنان أرفعها للأستاذ الفاضل علي العمودي الكاتب الصحفي في جريدة الإتحاد
فقد زخر عموده اليوم ( صباح الخير ) بقضية في غاية الأهمية وقد عنونها بـ ( لوحات بلا ذوق )
نشد على يدك استاذنا الفاضل..ونقول كثَّر الله من أمثالك في عالم الصحافة ..فكم نحن بحاجة إلى الإعلامي الواعي بقضايا أمته ومجتمعه ..
من يفتح بسطوره عيوناً عمياً وألسنةً بُكماً..
لوسائل الإعلام والقائمين عليها أكبر الأثر على توجهات الناس وأفكارهم وأرائهم..
ولن أكون مبالغة إذا قلت أن 90 % من مخزوننا الثقافي مصدره هذه الوسائل الإعلامية باختلاف أنواعها…
فانحطاط ورقي المجتمعات اليوم مردها لوسائل الإعلام ومن يعمل خلف كواليسها..
زادك الله نوراً استاذ علي
وبارك الله في حروفك الذهبية … وأجزل لك العطاء
للأخوة والأخوات الراغبين بإرسال كلمة الشكر شخصياً
فهذا بريد الأستاذ علي العمودي..
راجية منكم التفاعل والتأييد …بارك الله فيكم
أدعكم مع الموضوع
صباح الخير
علي العمودي
لوحات بلا ذوق!
تاريخ النشر: الثلاثاء 25 مايو 2024
شهدت العاصمة وغيرها من مدن الدولة توسعاً غير مسبوقٍ في نصب اللوحات الإعلانية الضخمة عند مفارق الطرق وعلى واجهات وأسطح المباني والمواقع قيد الإنشاء، والأمر طبيعي ولا شائبة فيه ويؤكد حيوية وتفاعل القطاع الإعلاني في الدولة، وتفننه في ابتكار الوسائل الجديدة واستغلال المساحات المتاحة هنا أو هناك من أجل توظيفها في الدعاية والإعلان والترويج. ولكن ما ليس بمقبول ألا تميز الشركات المالكة لحقوق استغلال تلك المساحات الإعلانية بين الإعلان السوي وذاك الذي لا يتفق وتقاليد المجتمع ويصل في أحايين عدة لدرجة خدش الحياء والذوق العام.
قبل أيام وعند تقاطع شارعي المطار وهزاع قرب «الوحدة مول»، وضع مركز طبي متخصص بإزالة الشعر الزائد على لوحة ضخمة أمام موقع بناية قيد الإنشاء إعلاناً خادشاً استفز كل من رآه.
وانهالت اتصالات الجمهور على كل الجهات التي لها علاقة من قريب أو بعيد بالإعلانات، حتى اضطرت الشركة لرفعه بعد أيام تحت وطأة تلك الاتصالات التي كشفت أشياء عديدة. ولعل أهمها غياب أدنى وعي للعاملين في هذا الحقل الحيوي والمهم من مفاصل الاقتصاد الوطني بثقافة وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعملون فيه. وغياب أي احترام من قبلهم لهذه العوامل لأنهم بكل بساطة لا ينتمون إليه ويشعرون وكأنهم “من كوكب آخر”.
ومن الأشياء التي كشفتها تلك الواقعة غياب الجهة التي يمكن أن يلجأ إليها الجمهور وأفراده للإبلاغ عن تجاوز كهذا في إعلان يخدش الحياء، ويمثل قذى للعين. الشرطة تعتبره من اختصاص البلدية والبلدية تحيلك للصحة والصحة للاقتصاد وهكذا حتى تصل للجهة المعنية. وبعض هذه الجهات ترى أن الإعلان أسيء استغلال تصريحه، فربما يكون قد صرح بنشره في مجلة طبية متخصصة محدودة التداول لا في لوحة إعلانية بتلك الضخامة التي شاهدناه عليها، في ذلك التقاطع الشهير يصطدم بها رغماً عنه بصر كل من يعبر ذلك المكان.
في أحايين كثيرة يسكت العديد منا عن “شطحات” إعلانية تصدر من هؤلاء، ولكن هناك أموراً لا ينبغي السكوت عليها، بل يجب تنبيه من يقوم بها وردعه، لكيلا يكرر فعلته، ويدرك خصوصيات المجتمع الذي يعمل فيه.
وهنا أريد تسجيل استغرابي من الموقف السلبي للجمعيات والمراكز المعنية بالمرأة وهي تلوذ بالصمت أمام الإساءة التي تلحق بالمرأة وصورتها في الإعلانات والتي تصورها بأنها مجرد سلعة للترويج حتى لو كانت تلك السلعة لا علاقة لها بالمرأة من قريب أو بعيد، والشواهد أمامنا من كل حدب وصوب.
إن هذه التجاوزات التي تجري من قبل شركات الإعلان تدعونا مجدداً للتذكير بالدور الغائب تماماً للجمعية التي يفترض أن تكون وكالات وشركات الإعلان منضوية تحت لوائها، والتي يفترض بها أن تكون المسؤولة عن وضع مدونة ضبط المعايير الأخلاقية الخاصة بالإعلانات، بحيث تراعي القيم والعادات وخصوصيات المجتمع الذي تجني منه كل هذه الملايين من الدراهم سنوياً، وتحصد منه كل هذه العائدات من دون أن تبدي ولو قليلاً من الالتزام والاحترام له، وهذا أبسط ما ندعو إليه، وهو في الوقت ذاته أبسط حق من حقوقنا كمستهلكين قبل أي اعتبار آخر.