عندما تنظر إحدانا إلى نفسها وقد وصلت سن الأربعين أو أوشكت أن تصل وهي ما زالت كما كانت قبل عشرين عاما ،
( كتلة من الحديد الذي لا ينصهر ! )لا بد منك أن تستيقن أن جهادها في هذه الحياة وكفاحها وصبرها …… تعجز الجبال عن حمله
عندما يدخل الزوج إلى البيت فعلى الرغم من كل جراحاتها وآلامها وتعبها فإنها تلاقيه بابتسامتها المشرقة
الله يعطيك العافية ،كيف الحال ،وإن كان يحمل شيئا في يده فهي تسرع لتخفف عنه حمله لأنها تعلم يقينا
أنه متعب ومرهق ……. وقد تكون لا تقوى على حمل ذلك ولكن من أجل عين تكرم ألف عين …
هي أيضا مرهقة ومتعبة وسنين العمر بدأت تنخر في صحتها وتضعف من قوتها ولكن ما الحيلة ؟!
فهي ملزمة من بداية يومها أن تقوم لصلاة فجرها وأن تحافظ على وردها من الأذكار والأوراد وتلاوة القرآن
لأن هذا هو غذاؤها الروحي والنفسي وبه تستطيع أن تكمل مشوارها اليومي …..
ومن ثم تبدأ أعباء النهار التي لا تنتهي فمن إعداد للفطور وتسيير من يريد الخروج من البيت ….
والبدأ بالمهام اليومية من الأعمال المنزلية التي يعجز أزعم الرجال عن القيام بها
ولكنها هي (هي كتلة من الحديد الذي لا ينصهر ) فالزوج يريدها كما كانت في أول عهدها معه وأوج قوتها وحيويتها،والولد يريد من يذاكر له ويراحع معه حفظه من القرآن ومن يكوي له ملابسه ويعد له طعامه ويستمع لهمومه، والبنت تريد الأم صديقة متفرغة لها تشكي لها همها وتذاكر لها ما استصعب عليها وتراجع معها حفظها من القرآن ،والصغير يريد من يرعاه ويعطيه جرعة من الحب والحنان والإهتمام ……….. والكل يريدها أن تكون اجتماعية وجاهزة لجميع الزيارات الأهليةو المناسبات السارة والحزينة
وخدمة الجيران ومعاملتهم بالحسنى والإستعداد لأي طاريء وهذا كله لأنها
(كتلة الحــديــد الــذي لا ينــصهــر )
إن كان كبرياؤك وأنفتك تمنعك من الإعتراف لها بفضلها وحقها عليك ………. فتذكر أن والدتك قديما قد قامت بجميع هذه المهام من أجلك وقدمت لك أغلى ما تملك وأعطت من صحتها وقوتها ما لا تستطيع أن تكافأها عليه مهما فعلت
فإن كانت والدتك ما تزال على قيد الحياة فاهرع اليها لتنال رضاها والزم قدميها فثم الجنة ،فثم الجنة
وإن كانت انتقلت إلى رحمة الله فاستغفر وادعوا لها وتصدق عن روحها لأنها تعبت من أجلك وما انتظرت منك جزاءوكانت
(كتـلة الحـــديـــد الذي لا ينصهـــر )واعرف حق زوجتك عليك واعلم أن خيركم خيركم لأهله….. وأنه ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم ………
وأعلم أن صبرها عليك والقيام بوجباتها لك وخدمة بيتها ورعاية أطفالها لتعادل الجهاد في سبيل الله ،،
فهي صابرة محتسبة ، لا تريد من أي واحد منكم جزاء ولا شكورا ،المهم عندها أن تكونوا جميعا بألف ألف خير .لأنها
( كتــلة الحـــديـــد الذي لا ينصهـــر )