تخطى إلى المحتوى

صورة عديل الروح..

صورة عديل الروح

في ذلك اليوم الجميل، خرج نبيل، و ابتسامته ترى من بعد ميل. كان فرحاً مسرورا ً، فاليوم تتفتحُ له أبواب المستقبل، و تحتضنهُ أحلام السنين، و تستقبلهُ أفكاره و مشاريعه، و تقبلهُ طموحاته و أمانيه مستبشرة ًبنبيل ذلك الفتى الذي لا يعرف طعم المستحيل.

خرج و هو يوزع ابتساماته على كل من يراه في وجهه، كأنها صحف اليوم تحمل أخبار الغد الواعد. خرج من ذاك الباب الخشبي السميك الذي اعتقد أنه سيخرج منه و هو مكسور الرأس مرتد ملابس الحزن كما حدث مع زملائه من قبله. خرج وهو يمسك بفرشاته التي دائما ترافقه في حله و ترحاله، و بدأ يرسم بها ذاك الغد المشرق، و يلون سماءه بتطلعاته التي تمطر عليه بقطرات تحمل في كل قطرة أملا و بدء حياة جديدة مليئة بالنجاح و السعادة، و لم ينس تلك الملامح التي تنتظره كل ليلة على أرض القمر لتضيء عليه، و تنسيه وحدته، و يعيش في جوها الرومانسي مع عشيقته ريما الفتاة الخجولة ذات الوجه الصغير، و العينين النجلاوين اللتين تحملان في اتساعهما بحرا من الحب و الوفاء بحرا يسبح فيه نبيل و يغرق في حنانها الذي لا نجاة منه.

ريما الفتاة التي أثارت إعجاب نبيل بموقفها النبيل الذي لن ينساه مهما طالت السنون، فهي تعرف حال صديقها نبيل قبل أن يصبح حبيبها ، فهو شخص فقير عانى كثيرا في حياته ففقد والديه و هو طفل صغير، و ترعرع في بيت عمه البخيل، الذي سرق ماله و قال له اعمل فأنا لا أستطيع
أن أوفر لك الرغيف، فأنا شخص ضعيف و لدي عائلة مكونة من جيش
و بالشدة أوفر لهم لقمة العيش.

بعد حديث عمه الطويل عمل نبيل في دكان جارهم سليمان الذي كان يعتبر نبيلا مثل ابنه الصغير، و عامله معاملة الوالد لابنه و لم يقصر عليه. عندما قرر نبيل أن يسافر للدراسة في الخارج ليكمل حلمه الذي رسمه منذ أيام الطفولة، و هو أن يصبح طبيبا مشهوراً لم يبق أحد يعرفه إلا و مد له يد العون و المساعدة. لكن عندما نقص ماله أكملته صديقتهُ ريما التي لولاها لما سافر للخارج ليكمل حلمه الذي تمناه منذ أن رحل والداه من الدنيا بسبب حادثهما المؤسف حيث صدمتهما شاحنة، و هما في طريقهما إلى مدرسة نبيل الذي كان ينتظر والديه و هو في الصف الأول من دراسته.
لكن نبيل أكمل الطريق، و أخذ فرشاته ليمحو ماضيه الحزين، و ينظر إلى تلك الرسومات التي زينت لوحته الجديدة التي بدأت منذ أن أعلن اسمه في لائحة المقبولين في تخصص المجال الذي يحبه و يحلم به منذ زمن طويل. فهو يدرس في جامعة أكسفورد التي تعد من أقوى الجامعات في العالم
و التي تقع في مدينة لندن في بريطانيا. نبيل شخص شديد الذكاء، قوي الذاكرة،
حكيم يمتلك فطنة عجيبة؛ لذا هو متواجد في هذه الجامعة التي لا تستقبل إلا العباقرة، و تم اختياره من بين المرشحين لهذا التخصص الذي لا يحظى به إلا قلة قليلة في هذه الجامعة التي تتخذ منهجا صعبا لا يمكن العبور منه؛ إلا إذا اجتمعت في الطالب صفات الجد و الاجتهاد و المثابرة و الذكاء المتوافرة في نبيل. و عندما خرج من الجامعة في طريقه إلى شقته كان يسرِحُ في حلمه لا يستطيع إيقاف ذاك الشريط الذي يعرض أمامه كأنه فيلم سينمائي مثير، و هو في طريقه مر على الحديقة التي اعتاد الذهاب إليها كل يوم و التي لا تبعد عن شقته مدة عشر دقائق. تلك الحديقة التي تعد من أكبر الحدائق في وسط العاصمة البريطانية التي تضج بالناس، و خاصة في العطل الأسبوعية، وهي حديقة ( الهايد بارك ) التي تحتضن تحت أوراقها الشجرية الخضراء، و تعطره بعبق زهورها الفواحة، و تطلق له العنان ليسرحَ بأفكاره الو العنان ليسرحَ بأفكاره الوردية تنقلها نسماتها العليلة إلى زهرة حياته و شمعة فؤاده التي لا تنطفئ ريما التي في كل ليلة ينسج لها ثوبا من قصائد الشوق تحمل في خيوطها كلمات من الحب و الحنين. أخذ يمشي في الحديقة و فكره يرافقه، وهو في غاية الفرح و بدأ يغني بأعلى صوته و يهيج خواطره، و يطلقها مع ألحان صوته راكبة كلمات أغنية كاظم الساهر :

زيديني عشقاً زيديني يا أحلى نوبات جنوني
زيـديني غرقاً يا سيدتي إن البحر يناديني
زيـديني موتاً علً الموت إذا يقتلني يحييني
يا أحلــى امرأة بين نساء الكون أحبيني
يا من أحببتـك حتى أحترق الحب أحبيني

و أخذ يغني و يغني حتى اعتقد الناس أنه مجنون لكنهم لا يعرفون أن نبيل مجنون بحب ريما، و لا يعرفون أن نبيل اليوم حلمه بدأ يتحقق، ولا يعرفون أشياء كثيرة عاناها نبيل في حياته الشاقة الطويلة، و بينما هو يمشي يريد عبور الشارع إذ بشاحنة مسرعة تصدمه و تصدم أفكاره و أحلامه التي بناها في الطريق، تصدم نبيل الذي لم يذق طعم الفرح إلا اليوم، تصدم الشاب النشيط الذي بدأ للتو في غرس ثمرة اللحظات السعيدة ، تصدمه تلك الشاحنة القاتلة التي لم تر في وجهها إلا نبيل الذي منذ قليل كان يغني لحبيبته ريما و يقول لها انتظريني ها أنا قريب لا توجد إلا بضع دقائق، و أزف لكِ الخبر السعيد ها أنا سأحقق حلمي، و أتقدم لخطبتك ها أنا كما وعدتك .
تجمعت الغيوم حزنا على ما حدث لنبيل، فهاهي تبكي و تسقط الدموع أسفا عليه. تجمع الناس على جثة نبيل، و لم يبق أحد لم يرى ذلك الحادث المريب اتصل أحدهم من بين الحضور برجال الشرطة، فأتوا مسرعين تسبقهم سيارة الإسعاف التي حملت نبيل إلى أقرب مستشفى. بينما هو في
سيارة الإسعاف وضعين له الأكسجين يسمع صوت الممرضين في الإسعاف:

– يا له من شاب مسكين صدمته الشاحنة صدمة قوية!
– الله يكون في عونه و في عون أهله.

عندما سمع نبيل حديث الممرضين كان يشعر أنه في كابوسا، وأنه لم يدرك ماذا حل به و من ثم غرق في إغماءٍ عميق من إثر الحادثة. عندما وصل إلى المستشفى دخل مباشرة إلى قسم الطوارئ، و تم الكشف عليه و فحصه. بعد ظهور النتائج اكتشفوا أن هناك بعض الرضوض على جسمه ليست عميقة و سوف يشفى منها بسرعة إلا أن هناك ضربة قوية في رأسه، وأنها سوف تسبب له عمى مؤقت بينما يتابعون الفحوصات الأخرى التي سوف تبين لهم بضبط مشكلة العمى.

بعد يومٍ كامل من الحادث استيقظ نبيل، وهو لا يعرف ماذا حدث له؟، و لا أين هو بالضبط؟، و عندما فتح عيناه اللتان لم يعرف ماذا أصابهما؟ عيناها العسليتان اللتان يشعان بنور الحب و الطموح … عيناه اللتان انجبرا على عدم فتح بوابة النافذة التي ستجيبه على تساؤلاته، فما باليد حيلة فهذا حكم القدر يا نبيل… أخذ نبيل يفرك عيناه و يكرر العملية لكن دون جدوى، فأخذ يصرخ من هذا الوحش الظالم الذي أغلق عليه ستار أسود لا يرى شيء غيره. ثم صرخ قائلا:
– أين أنا؟ أين أنا؟……. بالله عليكم أجيبوني؟ ……. في أي عالم رميتموني؟ فسمع صراخه الأطباء و اجتمعوا حوله مشفقين على حالته التي لا يحسده أحد عليها، فأخذ يصرخ من هذا الوحش الظالم الذي أسره في سجنه، فأمسك بيديه الطبيب بشدة قائلا: – هدأ من روعك يا نبيل فأنت في أمان لا تخف.
صارخا : أي أمان تتحدث عنه … و أنا لا أرى شيئا؟يرى تعابير وجه نبيل الجميلة التي تغيمها غيوم الحزن: نبيل أنت إنسان راضي بحكم الله و قدره
نبيل و هو في صمت يريد سماع الكارثة التي حلت به…أخبره الطبيب بالقصة التي حدثت له وما أصابه من أثر الحادث. و في هدوء تام من هول الصدمة التي سمعها من الطبيب: – و ماذا سيحدث لي هل سأبقى أعمى لا أرى؟
– هذا العمى لم نستطع تحديد إصابته إلا بعد ثلاث ساعات من تحليل الصورة، واكتشاف موضع الخطر الذي سوف يحدد حالتك.
– سأتركك لوحدك الآن لترتاح و سوف أذهب لرؤية النتيجة… و أتمنى أن نجد حل سريعا لمشكلتك
.
ذهب الطبيب ليرى النتيجة و هو لا يعرف أن النتيجة ظهرت في ظلمة عينا نبيل…. النتيجة التي لم يكن يعرف أن القدر كان يخبئها له. أخذ نبيل يبحث عن نفسه في ظلمة هذا الليل الذي أصبح وقته الدائم و يومه الذي لا يستطيع كما كان يفعل من قبل أن يرسم فيه أحلامه، وأخذ يبحث عن فراشته التي كانت ترافقه لكنه لم يعثر عليها. ضاع في هذه الظلمة التي حكمت عليه بالإعدام ضاع، وضاعت لوحته الفنية التي رسمها بتطلعاته المستقبلية، فسقطت عليها زجاجة من الحبر الأسود شوهت مناظرها الجميلة التي رسم في كل زاوية منها منظر يضيء له السعادة في أيام حياته القادمة. لكنها لم تشوه زاوية واحدة زاوية تبعث له شعاعا من بعيدا ينير له ليله الأدهم مع ذبذبات صوتا ينادي عليه باسمه نبيل. سار على صدى الصوت ممسكا بحبل ذاك الشعاع متأملا بأنه سوف يجد خطا من خطوط رسمه الذي صدمته الحادثة، وعرضته إلى أن يتوه في ذلك العالم الموحش الذي لا يسكنه أحد سواه هو و هذا النور الذي سوف يكتشف من سيكون؟، و عندما وصل إلى أرضه و قادته بصيرته إليه وقلبه سبقه إليه، كأنه يعرف من مصدر هذا النور الذي لولاه لم يشرب كأس الأمل ولم يستزيد بطعم الحياة. ذاك الشعاع الذي ما زال ينير شمعة عمره ممسكا بفرشاته التي ضاعت فاتحا أحضانه ليلمه في جحره، كأنه طفلا رضيع مشتاقا إلى حليب أمه و حنانها، و ذاك الصوت الذي يردد على مسامع أذنه…. نبيل كأنه موسيقى لحن الحياة…. و بعدما اقترب إلى الصدى و رأى تلك الملامح التي تشبه ضوء الشمس في وضوحها عرف أنها ملامح ريما، و شعرها الذهبي التي تشع منه خصلات أضاءت له هذا الدرب الطويل الذي كان يشعر فيه بالخوف و الوحدة من هذا الظلام الهالك. جلس بالقرب من الذكرى الوحيدة التي بقت له في هذه الذاكرة السوداء متغطيا بفورة شعرها الدافئ الذي يقيه من برد الليل القارص. جلس يفكر فيما حدث له، و يعيد ترتيب أفكاره كلما سقطت فكرة أعاد بناءها حتى تتضح له هذه المسألة التي لم يصدق نتائجها، فهو قبل الحادثة كان فرحا بأنه سيحقق حلمه لكنه الآن لا يستطيع بعد هذا العمى الذي غير خطط حياته، و كيف سيخبر حبيبته ريما بما حل له، فهي انتظرته سنين طويلة و رفضت كل من يتقدم لها من أجله و ضحت له بحبها الكبير أمام أهلها و لآن ماذا سيقول لها ؟ … و أين الوعد الذي عاهد به ريما في أن يصبح أكبر طبيب في العالم يعالج المرضى و يشفيهم و هو الآن المريض الذي يطلب العلاج والشفاء. أخذته الأفكار يمينا شمالا تنقل به، و توقفه في كل محطة من محطات حياته يعيد فيها شريط الذكريات، و للحظات الحلوة قبل المرة، و يتذكر حديث ريما عندما سألها ماذا تحبين فيني؟، فأجابته وهي حاضنة يديه قائلة :
– أحب لمسة يداك الناعمتان … أحب نظرة عيناك العسليتان … أحب اللعب في شعرك الناعم …
أحب صوتك الدافئ …أحب رؤية ابتسامتك الوسيمة … أحب طولك … أحب … أحب …
و أحب كل شيء فيك…
بينما هو طائر في سماء ريما محلقا في حديثها المعسول قطع عليه الطبيب حبل ذكرياته المتزاحمة، و وقف أمام أصعب محطة من محطات حياة نبيل. مرحبا نبيل كيف حالك الآن؟
– بصوت حزين: على ما يرام … طمئني هل رأيت النتيجة؟ نعم … و لا أخفي عليك إن الضربة على الرأس كانت مؤثرة على المركز البصري، و نتج عن ذلك نزيف في شبكة العين مما أثر لك هذا العمى .
– انتهى الأمر هل سأصبح أعمى لا أرى شيئا؟
يربت على كتفه: هون على نفسك يا نبيل هناك حل ربما يعيد لك النظر لكن نسبة نجاحه عشرة بالمائة.
– ما هو يا دكتور؟
هو أن تجرى لك عملية جراحية في العيون لكنها كما قلت لك أن نسبة نجاحها عشرة بالمائة ربما تنجح أو تفشل. يرى هذا الشاب الصغير تنطفئ زهرة شبابه: نبيل أنت إنسان شجاع و إن شاء الله ربنا يحقق لك مرادك. بعد ذلك، جلس الطبيب يتحدث مع نبيل و يهدأ من روعه، و من ثم حدثه أكثر عن نفسه، فهو يدعى طوني لبناني الجنسية لكنه عاش باقي حياته في بريطانيا. بعد هذا الحديث الذي أعاد إلى نبيل الطمأنينة التي كان يفتقر إليها خرج عنه، وأعطاه مهلة إلى الغد حتى يفكر و يقرر في إجراء هذه العملية التي تعتبر آخر أماله و آخر حل له. جلس نبيل يفكر في هذه العملية التي ربما تعيد له بصره، وأخذ يتجول في ظلمة هذا الليل الذي يسكنه يبحث عن شيء فقده شيء يسلي وحدته و يشاركه همه و هو صديقه القمر الذي كان يناجيه كل ليلة و يسأله عن حال فؤاده، لكنه لم يجد له أثرا في فضاء جوه الدامس. لكنه خلال سفره في هذا الكهف رأى رسوم تصويرية لمسها بأصابعه الناعمة، وتتبعاها فعرف أنه قد حفرها في ذاكرته، وها هو يكتشفها اليوم في تجواله، فهي رسوم وجه ريما التي تنير الكهف برسومها التي لا تغيب عن باله رغم هذا العمى، فأخذ ينظر إليها و يقول: أنا لست أعمى، فأنا أرى ريما أمامي ها هي تنظر إلي و تبتسم…

في صباح الغد الباكر دخل الطبيب إلى غرفة نبيل ليعرف رده بشأن العملية
– صباح الخير يا نبيل.
– صباح النور يا د. طوني

ثم ضحك نبيل ضحكة استهزاء قائلا:
– أي صباح نور هذا … بل صباح ليلا يغطني في فراشه!
– دع عنك هذا الكلام … كيف حالك اليوم؟
– قبل أن تسألني عن حالي ممكن يا د. طوني أتحدث معك في كلمة رأس قبل أن تبدأ
؟- تفضل..
اسمع و لا ابغي اللي في وزانك يسمعون ربي كتب يكشف لك أسراري وجيت
صورة عديـل الروح عنـدك فالعيون و أخاف تقطعهـا بموسـك ما وعيت
و لا عليـك أمر أطـوها تحت الجفون و عقبه لو تقطـع عيـوني ما شكيت
هي رأس مـالي و العـرب ما يدركون إني على بـاب الممـات و ما حكيت
أخذت من وقتـك يا دكتـور العيون عالج عيـوني لو بعـد طبـك عميت
و استر علي و اللي معـك لا يفطنون أنت الوحـيد اللـي بعد ربي دريت

في تلك الحديقة التي تضج بأصوات الأطفال و هم يلعبون، و حديث العشاق و هم يتسامرون، و ألوان الزهور التي تزين ذاك المنظر الخلاب، و تلك البحيرة التي تضفي منظر جماليا آخر. كان نبيل يعيد ذكريات الماضي، و ينظر في ذاك المكان الذي نثر خلاله أحداثا سطرها الزمن، و حفظها العقل تلك الأماكن التي أصبحت تحفة في متحفه الأبدي. و إذا بيدا بيضاء ناعمة كملمس الحرير تدق على كتفه.
– هيا عزيزي تأخرنا على المؤتمر الطبي.
صحا من غفوة كان غارقا فيها: هاااا ماذا تقولين .. كم الساعة الآن؟ ما بك يا عزيزي؟ الساعة الرابعة عصرا .
– يبتسم: لا شيء كنت شارد الذهن في هذا المكان الذي يذكرني بأشياء لا تنسى.
– هيا بنا نذهب .. سوف أنادي طوني أنه هناك يلعب مع الأطفال
.

الــــــــــنــــــــــهـ ـــــــــايــــــــــــهـ ــــ ^_^

انتطر الردود الرائعة
..

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.