تخطى إلى المحتوى

أية مهنة

  • بواسطة

مهنة التدريس مهنة شاقه لأنها تعنى ببناء الإنسان و أجر العاملين فيها كأجر المجاهدين عند الله,بدليل قول الرسول الكريم (صلى الله عليه و سلم ) : " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ".

و قوله تعالى : " وقل ربي زدني علماً ".

وقد فرض الإسلام التطور على أهله فرضا و ذلك بالحض على طلب العلم, و توجيه عنايته إليه توجيها خاصا لأن الشخصية الإنسانية لا يقومها ولا يرقيها شيء غير العلم.

" قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون, إنما يتذكر أولو الألباب ".

و الإسلام لا يدعو إلى التعلم الديني فقط, بل المراد كل علم يدفع الجهل سواء أكان في الأمور الدينيه ام في الشؤون الماديه, فالعلوم الطبيعيه و علم النفس و علم التاريخ و الجغرافا و الإجتماعيات و الآداب و اللغات و غيرها هي التي قصدها القرآن الكريم بجانب العلوم الدينية و ذلك ليكون المسلمون أبصر بعظمة الله و قدرته المتجليه في خلقه:

" و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ".
و بما أن طلب العلم فريضه على كل مسلم و مسلمه فإنه من واجب القيمين على تدريس اللغه العربيه و المربين و المهتمين بالعمليه التعليميه و التعلميه أن يجعلوا محور اهتمامهم الصعوبات التي تتعرضنا في تدريسها و العمل مخلصين على حلها و تجاوزها فالعالم اليوم يعيش ثورة علميه و تكنولوجية و يشهد انفجارا معرفيا و معلوماتيا, و اهتمام ابنائنا بلغتهم ضعيف لذا لا بد لنا من بذل كل الجهود التي نوصل اولادنا إلى بر الأمان, بتنمية لغتهم العربية و حفزهم على الاهتمام بها و الالتصاق بها التصاقا وثيقا لأنها مرآة هويتنا و انتمائنا.

بعض الصعوبات التي تواجهنا في تدريس اللغة العربية :

1 – طغيان اللغة الأجنبية و ذلك ناتج عن عدة عوامل منها أن يكون الوالدين أجنبيا ، أو أن يكون التلميذ عاش فترة لا بأس بها من طفولته في الخارج أو أن يلقن اللغة الأجنبية في البيت قبل العربية
2 – عدم الإقبال على اللغة العربية فقد سقط الدافع من قبل التلميذ أو من قبل أهله على تعلم اللغة العربية في ظل بيئة أجنبية تحاصره من كل جانب في المأكل والملبس و المعيشة
3 – جفاف القراءة الجانبية فتلميذ اليوم يتعرض لشتى أنواع الوسائل التي تلهيه عن القرأءة و المطالعة على أن المطالعة لها فضل كبير على تنمية اللغة و إثرائها وهذا يجرنا إلى الحديث عن الفرق بين ما هو مكتوب و ما هو منطوق .
فبعض أبنائنا اليوم يواجه صعوبة في تعلم العربية لأنه عندما يدرسها كأنه يدرس لغتين مختلفتين بين ما يسمعه في الحياة وبين ما يقرأه و يتدارسه في الكتب
4 – عدم مواكبة المنهاج للتطور الحاصل في شتى أنواع الميادين مع عدم قدرتها على تشويق الطالب و استشارة اهتمامه مقارنة بالمناهج الأجنبية
5 – النقص في الوسائل التعليمية التي تجذب التلميذ و تكسر حدة الملل عنده إن اللغة العربية للتلميذ كتلفزيون يبث برامجه باللونين الأبيض و الأسود … كيف له أن يعطيه انتباها و هو يعيش أكثر الوقت في تلفزيون غير عادي ألوان طيفه تتغير مع تغير موضوع الدرس
العب ء الأكبر اليوم ملقى على كاهل مدرس اللغة العربية الذي لابد أنه يتحرق ألما لما آلت إليه أمور العربية وأبنائها .

وما أصدق قول القائل : "" ما ذلت لغة شعب إلا ذل ، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب و إدبار "".

إلى اللقاء مع موضوع جديد مع تحيات معلمة اللغة العربية نعيمة رباح

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.