السَلام عليكُم ورحَمة الله و بركاتَه ،
, ..‘
قَصَة أشَرَقتُنَيْ تفاصَيلهُا ..‘
………………..مأبطالهُا : الرَسُولْ صَلى الله عليه و سَلمْ و أبَيْ بكَر الصَديق رضَي اللهْ عَنهْ، .
ـرَفعْ السِتَّارْ ، حَيثُ النَاسْ مُتَحلقَينْ حَوَلَ أصنَامهُمْ وجـاثيَن أمامَها ..‘
[ لَحْظَهـ ] ، .. هَلْ فَكرْ يَوماً أحدكُم .. كيف إلتقى ابَيْ بَكر الصديقْ .. النبي
مُحَمَد صلى الله عليَه و سَلمْ .. ؟
[ لَحْظَهـ ] ، .. هَلْ كانُوا أصحاباً قبل النبُوه ، هَلْ هُم أصدقاء الطفولَه .. أم هُنالك
رابَط جمعهٌم و هنالك أمور تجمعهم
سَنتعرف عَنْ هذه التساؤُلات .. ……………………. ……………
فَي هذا الصفَحه مَنَ المُدونَه لنستنبَط مَنها العَبر في حياتنا الحاليَه .
, ..‘
ـلِنُكْمَلْ ، ……………………. …………….
و نعُود حيثً ضَاعَتْ الحنيفَه المُؤمَنه ، وسَط الوثنيَة الطارئَه و الشُرك الزاحفْ .. و تعدَد الآلَه مَن حجارة لجَن
و ملائكَة و شَمس و كواكبْ .. ليس للتوحَيد معنى , و ليسْ للعقَلْ عقلاً .. حَيثْ كانَت وسَط مَكه .. حَول
الكَعبَه أصناماً مبثًوثَه ، تطفلَت في غفلَة الزَمنْ على هذا الحَرَم الأقَدسْ الذي ظَل قروناً و لبثَ أحقاباً يمثل رايَةَ
الله المرفُوعَهْ في الأرضْ ، تُناديْ أهل حُنيفَه و التوحيَدْ .. هَي كذلك ظلت دهراً طويلاً حَتى جُلبَت إليها الأصنامْ
ذات يَومْ ، و إزدحمَت حولها مَعَ الأيَامْ ، حيثُ صارَتْ مَهْوى أفئَدةْ قُريشْ و ما حَولَها ، يعبدُها الناس و يتقُونَها ..
و يملقُونها لتُقربهُم إلى الله زُلفَى .. فهُنا اللات و العَزى و مناة .. و هُناك أساف و نائلة و هبل .. و غيرها الآلافْ
, ..‘
و َتَاهَتْ العَقُولْ فَيْ زُحمَة الخُرافَهْ ، و كَان الأمرُ َعجباً ، و مَن بين تَلك الزَحمَه العارمَه
مَن الوثنَيه و الرجَعيه الإلهيَه ، كان هُناكْ عبَرْ السنين و الأجيالْ هُداة يبزغُون بيَن
الحَين و الآخَرْ ، يُلَوحُون برايَة إبراهُيَمْ ، يرفعُون أصواتهُم داحضين الشُرك و الزيغْ ..
كانُوا كثيرين منهُم من نعرف و منهُم من لا نعرفْ ، منهُم من سبق الرسُول بمئاتْ
سنين ، و مُنهُم مَنْ كَان إرهاصاً بينْ يدي فجرة الطالع القريب و مُنهُم .. سُوَيدْ بَنْ
عَامِرْ ـالمصطلقيْ ، جَهَر بعقيدَة البعثْ و يَوم الجزاءْ ، و عَامَر بَنْ الظَربْ العَدوانيْ ..
الذي كَان يَقُول لقَومَه : إنَيْ ما رأيَت شَئاً قَطْ خَلَق نفسَه .. و لا رأيَت موضعاً إلا
مَصْنُوعاً ، ولا جائياً إلا ذاهباً ، لوْ كان يميت الناسُ الداءْ لَكان الذي يُحييهُم الدواءْ .
وَكَانَ هُنالك المُتلمسْ بَنْ أُميَه الكنانيْ ، كان يتوسَطْ قَومَه عَند الكعبَه ، ويصْدَع فيهُم
وَكان هُناكْ زُهَير بَنْ أبَي سَلمَى ، يُمسَك أوراقْ الشَجرْ التي إهَتَزَت خضراءْ بَعَدْ أن كانت
يابسَة هامَدة و يقُول : لولا أن يسبني العربْ لآمَنت أن الذي ـأحياكْ بَعَدْ الجفافْ ، ..
سيحي العَظام و هَي رميمْ .. ، لَمْ يكُن مَعهُم سوى هذا الحنين إلى الحقْ و الإستشراف
الحدسيْ لغايات لم يبلغُوها .. و لَم يُرزق أحدهُم المَنهَج الكاَملْ الذي يُمكَن أن يدعُو ..
الناسْ بَهْ ، وكانُوا يبزغُون واحد تلُو الآخرْ عبَر سنين طُوالْ ..
ـقُبَيلْ بعثَة الرسُول ظَهروا آخرونْ ، ………………….
عَلى الرُغَم انهُم كانُوا مثَل سلفهُم بغَير مَنهَج واضَح مُفصَل كالقرآن و الوحَيْ المُنزلْ ..
إلا أنْ رُؤياهُم عنْ الحقيقَه الرُوحيَه التي شغلتهُم كَانت أكثر بياناً و إسفاراً مَنْ هُؤلاءْ :
أبُوقيسْ بَن أنسْ ، ـإعَتَزل قُريش و أصنامَها و إتخذ لهُ في بيتَه مَسْجَداً لا يدخله
طامثْ و لا جُنبْ ، وقال أعبُدْ رَب إبراهيَمْ .. و قَد عاش حتى بُعث النبي فأسلم معَهْ .
و غيرَه أمثالْ قُس بَنْ ساعَده الإياديْ ، و زيَد بنْ عمرو بَنْ نُفيَل ، وورقَة بن نُوفَلْ
إنعدقَت أواصَر قَلُوبهُم على دَين إبراهيَمْ .. ، و إنسابَت من أفئدتهُم الضارعَه كلمات
التَوحيَد كأنسام الربيع وسَط الهجير الوثنَي المتسعَر ، كَانُوا يؤذنون للدين المُقبل ..
الذي سيعيد رايَة الله ، ويسوي بالأصنام التُرابْ .. كانُوا جميعاً كهلاً في آواخر أعمارهُمْ
لَمْ تَكُن قُريشْ قَد شَطَت في عداوهْ هؤلاء و إضطهادهُم لأنهُم عاكفيَن على أنفسهُم ..
لا يحملون دعوة منظمَه ولا ديناً جديداً يهدد دين قُريشْ و أوشكَت حياتهُم على الغروبْ.
ـلَكِنَ الغَريبْ فَيْ ـذلَكَ الشابْ ، .. الذيْ جَلسَ إلى هُؤلاءْ كثيراً
و لكلماتهُم الرطَبَه المؤمنَه ـذلَكَ الشابْ ألقى سمعه
و بغنائهُم العذب ثَمِلْ .. وَعلى حُدائهُم سارْ .. وفي ضياء حكمتهُمْ الوثقى
و هُداهُم المَكيَنْ أبصَرتْ رُوحَه الطاهَرهْ مَوكب النُبَوه القَادَمْ .. فَجلسْ ينتَظرْ
و يُعَد نفسَه لأيام الهُدى و اليقَينْ
ـذلَكَ الشابْ .. الذّي يشَغَل بيَن قَومَه مكَانَه مَرمُوقَه أهلتَه لها كفايَتُه
و حَسبَه يحَمُل في ذات نفسَه شكاً مُضيئاً ، شكاً يربي في قلبه يوماً فيوماً ..
العَزُوفْ عَن الوثنيَة و الضلالَه .
فَيْـذلَكَ الشابْ دارت تسَاؤُلات و إستفهاماتْ
؟، .. أيمكُن أنْ يكُون هذا صواباً و هُدى .. ؟ ………………..
.. ناسْ بعقُول مُيزَت يحلقُون حَول أصنام لا تَعقلْ ولا تفكَر .. !
ويَطُول التساؤُل .. و تزحَم النفس بالقَلقْ و يبرحْ طُول الإنتظارْ بالرَجل المنيبْ
الأوابْ الذي يَنَزعْ بمعرفة الحقْ نزوعاً حثيث الخُطى مضطرماً بالرغبَه للتغييرْ ..
و الشَوق إلى كلَمة الله .. ( ذّلك الشأبْ ) لَم يعَهَد يوماً أن سيكُون الرفيقْ
الاول لذلك الرجَل المنتَظر .. حامل النبوه و الديَن الجديدْ .. ذلك الشابْ
الذي إشتاق لرفيقَه و لمَ يعرفَه بَعَد .. هُو أبَي بَكر الصديقْ .
ـحَمَل حنينَه و قادَتُه أشواقَه إلى الذين عندهُم علم الكتابْ ، الذين شغلهُم المصير ..
الإنسانيْ ، و نادوا بالبعث و الجزاء قَبل نزول العقيده .. ثباتاً على ديَن إبراهَيمْ
هؤلاءْ الذي يقبلُون وجوهُم في السماءْ ، تخرج من أفواهَم الكلمات كالاحلام السعيَدهْ ..
جَلسْ أبَي بَكر الصديقْ معهُم ، فأي حديث يبهُره و يستهُوي لبه خير من حديث
هَؤُلاءْ ، .. كان يتتبع كلماتهُم كما يتتبَع الطير الضامئ مواقع القَطر و الندىْ .. !
ـمَا الذّي أقلَقْ ذلك الشابْ .. ؟
.. أبَي بَكر الصَديقْ ، هُو سَيد قَومَه الذي ألوه عملاً مَنْ أهَم الأعَمال و أجلها فَهُو يومئذ حامل
الديَات ، .. كان شاباً في مقتبل العُمر ، فَمن كَان يرتُوي مَن الكلامْ كَهلَة في آواخر أعمارهُم ..
كَانُوا لا تهابهُم قريش لكهُولتهُم و عجَزهُم التامْ .. لكنهُ شابْ و ذو شَأن عَظيم بيَن قَومَه ..
كَان يُفَكر فيما يلحقُه بَه من الضَرْ ، إذا هُو خَرج عن الصفُوف المزدحمه ، وعلم الناس منه
حفاوتَه بأفكار قس و ورقَه و زيَد .. ، فهؤلاء الكهله الذي لم يستطيعوا أن يحركُوا ساكناً
إلا أن عداء قُريش قَدْ أصابهُم .. ، فَكيف بأبي بَكر و بعلاقَته بالجماعَه مشحُوذه و ناميَه
و هُو في قومه ملء كُل عيَن و كُل أذنْ ، أتأذن له قُريشْ و لو في مجرد إنطوائَه على أحلامَه
الجديدَه و رؤياه الصامتَه ، وقَبل أن يطُول الترددْ ، .. و في دوامَة كُل هذه الأفكار ..
و المخاوفْ .. بزَغ نُور مَن بعيَد ..
……………………. ……………………. …عَن شابْ آخرْ !!
ـمَا الغريب ياتُرى في ذلك الشابْ .. ؟
إنهُ في ربيَع العُمر و الحياة ، إنه حسيب نسيبْ ، وإنه في قومَه كألمَع دُرة في التاَجْ
وَمَع هذا فهُو – في هُدوءْ – قَد عَزَف عَن الأصَنامْ و إنه ليقضي أيامَه بعيداً عَنْ
معابث الناس و عاداتهُم .. لا يكَاد يلقى أحداً ولا يدَع أحداً يختلس مَنْ وقتَه و احلامَهْ
وسكينَة نفسَه ، .. يتعبَد اليَوم بالتأمَلْ ، حَتى تأتيه عن الحق بينَه ..
……………………. ……………………. ……………….ـليطمئَن أبَي بَكرْ .. !!
إنهُ يَسْتَطيع أن يَسلكْ الطريق نفسُهَ دُون أن تَكُون عليه قريش ثورة أو مَؤجدَه ..
……………………. ……………………. ……………….ـمَثَل مُحَمد تماماً .. !!
، أيْ أنَهُ لا يذكر الأصنام لا بسُوء ولا بَخيرْ ، لا يعبدها مع العابدين ولا يسجَد لها
مَع الساجَديَن ، ولا يتقرب لها ولا يَحس بوجُودها .. و مضى يبحثْ عَن الحقْ ..
وهذا أعَظم غرض تُناَط بَه حياة الإنسْانْ ، فأبُو بَكر كانت تجمعه السَن ذاتَها ..
مَعَ مُحَمدْ صلى الله عليه وسَلمْ ، .. إلا أنه وجد فيه قُدوة حسَنه و مثلاً أعلى
تدعُو إلى الثقه فلقَد كان حريصاً على صُحبَته ، حفياً بزمالتَه .
ـلَكَنْ ، تبدَدَت محاذّر أبَي بَكرْ ، ياتُرى لماذا .. ؟
.. ، تذّكر أبَي بَكرْ حال صَديقَه فتبدَدَت محاذّرهْ و قَرر أن يستجيب لحنينَه و يمضي
مَع أشواقَه إلى الحقْ و المعرفَه ، لَكن نَهجُه سيختلف عَن نهَجه صَاحبَه ..
مُحَمد صلى الله عليه و سَلمْ .. ، كَما ستختلف النتيجَه لكليهُما .. يا ترى كيف !
ـالمَنهَجْ .. ،
.. إنْ مَنهَج مُحَمد هُو التأمَل و الإصَغاء إلى الهَمسْ الآتَي من الحقيقَه ذاتَها
أما أبُو بَكر فمنهجُه التفكر و الإصغاء إلى حَكمة الحُكماءْ و مَنطق العابدينْ المبصرينْ
و هُو طُوال عُمره مُولع بحفظ روائَع الثقافَه العربيه من شعَر و نثرْ ..
بينما يعَكف محمَد على تأملاتَه و يتلمس الحق عن طريق حدسَه و تجربتَه و رؤاهْ
إذا أبو بكر يسلم قلبه و عقله للحكمه التي يبرق سناها في كلمات هذا النفر الصالحْ
ورقه و قس و زيَد .. لا يترك فرصه من تلقي العلم منهم و الإصغاءْ ..
ـالنَتيجَه .. ،
مُحَمداً وجَد الحقيقَه ، و أبي بَكر لازال يبحثْ عَنها .. و بعَد أن تلقى النبي صلى الله عليه
و سلم رسالة ربه ، آمَن بَه أبي بَكر الصديق .. ليكُون رفيقَه في الدارين ..
و أسأل الله يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى جميعاً .
،
سُؤال للزوارْ .. ـطبعاً هي قصَه منْ أرض الواقعْ ، شخصياً إستفدت دروساً كثيراً ، في العلم
في الحياة ، في الصداقَه ، وفي تحليل الأمور و الكثير الكثير .. يا ترى ماذا إستفدتُم أنتُم ..
للأمانَه ، ما كُتب هُنا إقتبسْ بتصَرفْ مَنْ كَتابْ خُلفاء الرسُولْ لخالد مَحمد خالدْ .. !