تخطى إلى المحتوى

شباب الساحل يغازل الحمام الزاجل

نافذة
شباب الساحل يغازل الحمام الزاجل

انتشرت في الآونة الأخيرة هواية تربية الحمام بأنواعه المختلفة بين الشباب الإماراتي وخاصة شباب الساحل الشرقي، وبدأوا يتنافسون في اقتناء أفضل الأنواع وأجملها سواء من داخل الدولة أو من خارجها.

أحمد عبدالله أحد هؤلاء الهواة الذي عشق الحمام وخاصة الحمام الزاجل منذ أن كان صغيرا وأخذ الحمام بأنواعه حيزا كبيرا من وقت واهتمام أحمد وأصبح اقتناء الحمام وتربيته هوايته الأولى التي لا يفكر أن يتخلى عنها يوما، وباتت هذه الهواية تشكل جزءا كبيرا من حياته إذ لا يمر يوم بدون أن يطمئن أحمد على حماماته الجميلة. ولكن ومع كبر هذه الهواية عند أحمد أصبح يفكر في أن تتحول إلى تجارة مربحة في المستقبل. اتخذ أحمد لحماماته «غيه» أو مسكناً في بيته لتكون محط أنظاره وعنايته، ويحكي لنا عن بداياته مع الحمام منذ 15 سنة ويذكر بأنها كانت صعبة لقلة خبرته ولعدم وجود أشخاص يساندونه في هذه الهواية في السابق، كما واجهته صعوبات في التعامل مع الأمراض التي كانت تصاب بها الحمامات، ولكن ومع مرور الوقت وبحث أحمد عن كل ما هو مفيد للحمام تعلم أسرار العناية بالحمام من الباعة والأصدقاء والإنترنت وشكل لنفسه مجموعة اختارها بعناية تباينت بين الحمام الزاجل والشمس الأمريكي والحمام الأصم. وكان يرتاد سوق الطيور بين الفينة والأخرى، لا لشراء متطلبات حيواناته من الغذاء وحسب، وإنما لمتابعة الأخبار والاطلاع على أحدث ما وصلت إليه من أنواع الحمام، يتنقل من محلّ إلى آخر باحثاً عن حمامات بألوان مميزة، ليشتريها ويضمّها إلى المجموعة التي يملكها في منزله.

ويؤكد أحمد أن عنايته بالحمام لا تقتصر فقط على التنظيف المساكن وإطعامها وإنما على تدريب الحمامات على الطيران والاهتمام بتكاثرها ويندرج ذلك تحت موسمين؛ أولهما التدريب على الطيران الذي يكون في الشتاء والثاني موسم الصيف وهو لتفريخ الحمام. كما يعتني أحمد بحماماته من الناحية الصحية خاصة وأنه اكتسب خبرة كبيرة في علاج أمراض الحمام دون اللجوء إلى الطب البيطري والتي يذكر أن أغلب أمراضها تندرج تحت مرض الصرعة و الإنفلونزا والكنكرو، كما يعتبر أحمد الحمام الزاجل هو الأقرب إلى نفسه، وذلك لما يتميز به من مهارة في الطيران إذ يعتبر سيد المسافات الطويلة. ما يميز هواية أحمد عن غيره من مربي الحمام أنه ينتج أفضل أنواع الحمام الزاجل الأصيل والمدرب. والذي فتح الباب له ولزملائه لتبادل أفضل سلالات الحمام المختلفة ليتمكن الجميع من اقتناء أحسن وأجمل أنواع الحمامات التي تشبع هواياتهم. وميزة الحمام الزاجل التي جعلت أحمد ينجذب له دون غيره من الحمام أنه سيد الحمام بلا مراء، وقد ذكره المؤرخون كيف كان ينقل الرسائل ويؤدي خدمات جليلة في الحروب، ولا يوجد من الحمام ما يألف مسكنه أكثر من الحمام الزاجل.

حيث يوجد لديه غريزة حبه لوطنه خصوصا الأصيلة منها، والأغلبية من هواة تربية الحمام يفضلون الزاجل إما لمجرد الهواية وإرضاء أنفسهم وقضاء لوقتهم في الاشتغال بها، وإما لطلب الشهرة والربح المادي من إجراء مسابقات للحمام الزاجل، ولا شك أن كل هاوٍ يستثمر وقته ويستفيد مما يقتنيه في آن واحد.

سلالات

تختلف مجموعات الحمام من هاوٍ لآخر حسب ما يحب الشخص في أن يقتني لنفسه من سلالات الحمام المختلفة فهناك حمام الزينة وحمام السباقات والحمام المهجن، كما تختلف أسعارها حسب فصيلة الحمامة والبلد التي تعيش فيها فقد يصل زوج الحمام من نوع الشمس الأمريكي إلى 1000 درهم و أكثر، وأنواع أخرى تقدر أسعارها بعشرات الألوف خاصة التي تمتلك صفات الجمال والأصالة مثل الحمام البخاري وكينج فضي وحمام جاكوبين والحمام القلابي وغيرها الكثير .

هواية

رواج بمزاد الطيور في كلباء

لم تقتصر هذه الهواية على أحمد وزملائه بل امتدت لتشمل مجموعة كبيرة من الشباب جاء من بينهم خمسة هواة من كلباء طوروا هذه الهواية ليشكلوا بها مزادا شهرياً يصادف أول خميس من كل شهر وهو أول مزاد لطيور الزينة يقام في منطقة الساحل الشرقي للدولة.

والهدف منه هو الاستفادة من تربية طيور الزينة وأحياؤها بعد أن أوشكت على الاندثار، وتخصص هذا المزاد للحمام بشكل خاص لنشر هذه الهواية وتعزيزها في المنطقة ويتم المزايدة فيه على أنواع كثيرة من طيور الزينة مثل الحمام وعصافير الزينة ودجاج الزينة. ويفتح المزاد بابه أمام أي هاوٍ لبيع طيوره أو لاستبدالها بطيور أخرى لا يمتلكها.

ويصرح القائمون على المزاد بأن سلالات الحمام تندرج من الهند إلى أمريكا بالإضافة إلى أنواع من الحمام الأمريكي المهجن ويكون من النوع النادر. ويلقى مزاد الطيور رواجا كبيرا ليس من هواة مربي الحمام في الساحل الشرقي فقط وإنما من دول مجاورة أيضا مثل قطر والسعودية.

وأضافوا للمزاد موقعاً إلكترونيا يطرح كافة القضايا المتعلقة بالحمام ويفتح باب التواصل بينهم وبين مربي الحمام في العالم لتبادل الخبرات. ويطالب هواة الحمام دعما حكوميا لتنمية هذه الهواية الثمينة ولفت نظر مسؤولي البيئة لإنشاء حديقة عامة للطيور تعرض أهم سلالات الحمام .

ابتسام الشاعر

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.