تقول إيـثار : أمي امرأة في الأربعينيات من عمرها ، وهي أمية ..
تحب الفتيات كثيراً ، ولكن الله لم يرزقها إلا بفتاة واحدة فقط من بعد العديد من الفتيان ..
تعيش أمي دائماً حالة توتر ، لا أعلم لماذا ولكنها كذلك ..
وهي كثيرة التذمر والشكوى ، لا تثق بأحد أبداً حتى وإن كنت أنا ( ابنتها الوحيدة )
لدرجة أنها دائماً تريدني أن أبقى وحيدة ولا أتعرف على أي أحد ..
و لا أن أجلس مع أقربائنا حتى ..
أصبحتُ وحيدة ، يائسة ، منعزلة عن العالم الخارجي ..
جميع زميلاتي ومعلماتي يروني مختلفة عنهم فأنا بنظرهم انطوائية ..
رغم أني لست كذلك ، ولكني أفعل ذلك لأن أمي تجبرني على فعل ذلك .. وتقول لا تتحدثي مع أحد إلا لمصلحة فقط ..
زرعت فيني بذرة الشك والحقد ..
ولكني بفضل ربي ومن ثم وقوف من حولي معي تغلبت على تلك البذور السيئة ..
وما زاد الطين بلة
صارت أقرب الناس إليّ أمي
تشك فيني كثيراً رغم أني لم أفعل شيئاً في حياتي فعندما
أتحدث بالهاتف مع صديقاتي لا تتركني حتى تعرف من هي التي تتحدث معي و لماذا أحادثها و ما الفائدة من هذه المحادثة ..
وعندما أريد الذهاب مع والدي أو مع أحد إخوتي إلى مكان ما لا ترضى إلا وهي معي .. وإن كنت ذاهبة إلى منزل جارتي يجب أن ترافقني ..
وإن ذهبت إلى أمي واشتكيت لها من إحدى صديقاتي أو معلماتي دائماً تعيد الخطأ علي أنا ، فأنا دائماً أكون المذنبة برأيها ..
لذلك أنا لا أتحدث مع أمي ولا ألجأ لها أبداً عند حاجتي إليها .. كي لا أكون المذنبة ..
ولكن إلى متى ؟